من إعداد الأستاذ محمد المنقري صدر كتاب «عبدالمجيد علي شبكشي رجل الأمن والصحافة والأدب».. والكتاب يتأمل مسيرة الشخصية الريادية والرمز الاجتماعي والأدبي الأستاذ عبدالمجيد شبكشي الذي ظلت ذاكرته باقية في أذهان كثيرين من أبناء جيله وتلامذته الذين عملوا معه في صحيفة البلاد أو الذين اطلعوا على أدبه وعطائه الصحفي عبر سلسلة الكتابات والمشاريع الثقافية التي دعا إليها وسعى حثيثاً لإنجاحها. وجاء في مقدمة الكتاب: عشرون عاماً مرت على رحيل الكاتب والإعلامي ورجل الأمن، عبدالمجيد علي شبكشي، إلا أن هذا الفاصل الزمني لم يُنس الساحة الثقافية والإعلامية والاجتماعية الأدوار المهمة التي أداها طيلة حياته، والإسهامات التي دأب على إنجازها، والنجاحات التي هيأ الله له الحصول عليها. إلا أن التجربة المميزة للراحل لم تحظ بما تستحق من تأمل وإعادة نظر، وهو في ذلك لا يختلف عن كثيرين من أبناء جيله الذين لا تزال أعمالهم بحاجة إلى الدراسة المتفتحة ثم إتاحتها للمهتمين والدارسين وأبناء الأجيال اللاحقة. ليس الأستاذ الرائد عبدالمجيد شبكشي فقط لم يحظ بما يستحق من تذكير وذكرى بعد وفاته، فكثيرون من جيله تشاغل الناس عن قراءة تجربتهم بشكل لائق، والاستفادة من معطيات حياتهم، ويمكن جعلها مادة خصبة للدراسة والبحث. «تلك طبيعة الحياة» هكذا قد يبرر البعض، وآخرون قد يستشهدون بما نسب إلى الرائد الأستاذ محمد حسين زيدان حين أشار إلى «أن المجتمع دفّان» والزمن يبرهن على حدس الزيدان فيقدم شواهد كثيرة كان المجتمع والمؤسسة الثقافية والتعليمية والأكاديمية شركاء في صناعتها -بكل أسف- تجاه جيل ينتمي إليه الأستاذ الشبكشي والأساتذة الزيدان وعزيز ضياء ومحمود عارف وطاهر زمخشري وآخرون. باختصار «ظلمه تاريخ الأدب وتاريخ الصحافة عندنا، فهو لم يأخذ حقه حتى الآن» هكذا قال زميله وصديقه أحمد عبدالغفور عطار ذات يوم وقد شعر بمرارة ألا يعطى رمز ما يستحق نظير ما قدم. وآخرون كثر كانوا ولا يزالون عرضة للنسيان والتناسي بما لا يليق بهم ولا يصلح لمجتمعات عرفت قيم الوفاء ومعاني الأسرة الواحدة مهما شط المكان، أو تباعد الزمان، أو تعددت النظرات ووجهات النظر.