أجيال يعقبون أجيالاً ونجوم يخلفون نجوماً، هذا هو حال الهلال والنادي الملكي الحقيقي بالخطابات والإنجازات وليس بالتمني والكتابات.. فالعديد من الشخصيات الهلالية واللاعبين الذين خدموا وقدموا ولعبوا للهلال توقع بل وجزم من لا يعرف الزعيم أنه بعد ذهابهم واعتزالهم أن الهلال سينهار ويتراجع ويغيب عن البطولات.. ولكن وفي كل مرة وعند كل اختبار يفشل توقعهم وتذهب أمانيهم أدراج الرياح فالهلال معين لا ينضب في تخريج واستقطاب وتطوير وتنمية مواهب النجوم وهو الصديق الصدوق للبطولات والإنجازات مهما تغير الرؤساء وتبدل اللاعبون.. الآن لا صوت يعلو في الهلال إلا صوت تجديد عقود لاعبيه وإمكانية مغادرة بعضهم النادي وعن إيجاد البديل المناسب للاعب أسامة هوساوي وهذا شئنا أم أبينا موضوع مزعج للهلاليين ليس لأن الهلال غير قادر على إيجاد البديل بل لأنه جاء في وسط الموسم والحلول المتوفرة محدودة لفريق اعتاد على المنافسة في كل البطولات.. في هذا المأزق (إن حصل) المطلوب من الهلاليين مناقشة مشكلة فريقهم بهدوء ومعالجتها بتروي بعيداً عن القرارات المستعجلة وأهمها عدم خلخلة تركيبة الفريق وخاصة اللاعبين الأجانب والأهم عدم تكرار الأخطاء السابقة بالاعتماد على عبداللطيف الغنام في خانة قلب الدفاع لأن الغنام يفتقد مقومات اللاعب المدافع فضلاً عن تكرر إصاباته وإن كنت أرى أن تصعيد رضوان الموسى وعبدالله الدوسري والصبر على حسن خيرات أجدى وأنفع للفريق في الحاضر والمستقبل.. من الحلول التي أجدها مناسبة هو الاعتماد على اللاعب الشاب حسام الحارثي في خانة المحور ليكون بجانب عادل هرماش لأن حسام من اللاعبين السعوديين القلائل الذين يجيدون بإتقان دور لاعب المحور الدفاعي كما كان يفعل خالد عزيز.. بصراحة هذا الشاب حسام الحارثي بإمكانه أن يكون حل الهلال القادم إذا أعطي الفرصة واكتسب الخبرة لأنه يمتاز بالقتالية ويجيد مراقبة مفاتيح اللعب في الفريق المنافس ويتصدى كثيراً للهجمات قبل أن تصل خط دفاع فريقه وبالتالي يخفف الضغط عليهم وبهذا يكون الجهاز الفني عالج مشكلة الفريق وفي نفس الوقت كسبوا لاعباً للمستقبل وهذا الذي اعتاد عليه جمهور الهلال بأنهم سرعان ما تتلاشى مخاوفهم بعد ابتعاد نجوم فريقهم السابقين ويفرحون بالبطولات مع نجومهم الحاليين. مقياس النجاح والفشل محصلة الهلال والاتحاد من بطولات الموسم الماضي أن الهلال خرج ببطولتين كلاهما بأرقام استثنائية والاتحاد طلع في النهاية بنتائج مخيبة، أسوق هذه المحصلة المعروفة عند الجميع لكي أوضح للجمهور الهلالي العظيم مدى عظمة فريقهم وكيف أن الفوز عليه عند الآخرين يعادل بطولة.. فقد شاهد وتابع الكثير ما حصل وما حدث من الاتحاديين بعد فوزهم على الهلال في البطولة الآسيوية وبطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال وكيف كانت فرحتهم الهستيرية لإيمانهم بأن تجاوز الهلال يعني عند الاتحاديين بطولة بحد ذاتها بالرغم من الفوز على الهلال لم يكن إلا خطوة لما هو أهم.. ولكن الاتحاديين تناسوا واقع فريقهم المتذبذب وتواضع لاعبيهم الأجانب وسوء دفاعهم واعتقدوا أن فوزهم على الهلال (المنهك) في آخر الموسم أنه دليل على قوة فريقهم فجددوا لمدربهم الذي أصبح غير داهية ومددوا عقود اللاعبين الأجانب الذين صاروا لا يفيدون الفريق ولم ينتبهوا لأخطائهم إلا بعد خروجهم من الآسيوية.. حقيقة ليس الاتحاد وحده يقيس مدى نجاحه وفشله بنتائج مبارياته مع الهلال فالأهلاويين حتى ما قبل المباراة الأخيرة التي انتهت لصالح الهلال بالأربعة كانوا يتحدثون وبفخر كبير أن فريقهم لم يهزم من الهلال العام الماضي في الدوري وأيضاً النصراويون العام قبل الماضي ظلوا إلى ما قبل المباراة الأخيرة في الدوري وهم يفتخرون أنهم الفريق الوحيد الذي هزم الهلال بطل الدوري. نقاط سريعة: بكل بساطة أسامة هوساوي رهن مصيره ومستقبله بوسيط انتقالات همه الأول محاولة إضعاف الهلال وهدفه الثاني تدمير هوساوي مالياً ورغبته الثالثة بتحطيم أسامة معنوياً بالتنقل بين الأندية الفرنسية وتجربته في فرقها ولكن الأمل بأسامة كبير بأن ينتبه لكل تلك المحاولات ولا يسمح لأحد بأن يتحكم بمصيره ويقضي على طموحه. من الملفات المهمة التي يجب على الهلاليين الاهتمام بها هو ملف تجديد عقد اللاعب خالد شراحيلي لأن مركز الحراسة في الهلال لا يوجد فيها الآن إلا حارسان ممكن أن يعول عليهما الفريق في المستقبل هما خالد شراحيلي وعبدالله السديري. الحركة اللاشعورية من لاعب الاتحاد نايف هزازي ضد كابتن الفريق محمد نور ممكن أن نسميها تمرد الصغار على الكبار فهي رسالة من هزازي لنور كفى تسلطاً وكفى تحكماً بمصيرنا وكفى تلاعباً بمستقبلنا وأنك أنت يا نور مثلك مثلنا. وحفظاً على مكانة اللاعب محمد نور وتاريخه وصورته أمام زملائه وجماهير فريقه أجد أنه من الضروري أن يبحث له عن فريق خليجي يحصل من ورائه على مبلغ مجزٍ وينهي به عمره الرياضي. أستغرب صمت مسؤولي الأندية التي تضررت من ضم لاعبيها المحترفين للمنتخب والذي أثر على نتائجها في الدوري مثل التعاون والفتح اللذان أكاد أجزم لو كانوا لاعبيهم معهم لفازوا في مبارياتهما مع الأهلي.