فجأة ودون سابق إنذار ألغت وزارة التربية والتعليم قرارا كان قد أصدره مجلس الخدمة المدنية ينص صراحة على جواز أن يجمع المعلم المتقاعد بين مكافأة نهاية خدمته كموظف (ثلاث رواتب) إضافة إلى مكافأة نهاية خدمة شاغلي الوظائف التعليمية ، وكان عدد من المعلمين المتقاعدين تفاجأوا عند استلامهم مستحقاتهم ناقصة عن حسبتهم المعروفة، مما دعاهم إلى الاستفسار من الوزارة وسط دهشة كبيرة ارتسمت على محياهم عند تسلمهم حقوقهم التقاعدية بعدما تم خصم ثلاثة رواتب وبعد لجوئهم إلى الإدارات العامة للتربية والتعليم التي يتبعونها عمدت (إدارات التربية والتعليم) بالرفع إلى وزارة التربية والتعليم لتطلب هذه الأخيرة وفي ضوء ذلك الإفادة من وزارة الخدمة المدنية التي أحالت الموضوع إلى إحدى إداراتها العامة فعمد مديرها للرد على طلب الإفادة ليقرر حرمانهم من الرواتب الثلاث بتعميم صريح صادر بتاريخ 16 /7 /1432 ه، ويزعم كثير من المعلمين المتضررين أن ذلك صدر سريعاً دون دراسته عن طريق لجنة أو ما شابه . هذا الأمر أحدث نوعاً من الإحباط ظهرت على ردود الأفعال بين المعلمين عموماً والمتقاعدين على وجه التحديد، فليس هذا بجزاء مربي الأجيال الذين أفنوا أعمارهم في بناء الإنسان في مهمة تعد الأصعب والأكثر مشقة، وبالطبع لا خيار لهم ووزارتهم هي القاضي والخصم في الوقت ذاته، مما دعاهم إلى أن يفرغوا غضبهم في مواقع الإنترنت والمنتديات الإلكترونية، وليس لهم حيلة إلا ذاك، ويحدو الجميع الاستغراب من فئة هؤلاء المسؤولين، فالدولة تنفق بسخاء وتقدر المعلم، فما الذي يجبركم على تتبع عثرات بعض الأنظمة لمزيد من إحباط المعلم؟ وكل ذلك يحدث استنادا لقرار كان قد صدره مجلس الخدمة المدنية عام 1425ه يسمح لهم بالحصول على تلك المكافأة، متسائلين كيف يلغى مدير إدارة قرار مجلس الخدمة المدنية؟ وهل لائحة الحقوق والمزايا المالية التي فرحوا بها جاءت لتسلبهم حقوقهم؟ والمعلم والذي يمثل اليوم العمود الفقري للقوى العاملة وصل لهذا المستوى في الوقت الذي يطمح فيه للتقدير الكبير خصوصاً وأن معالي وزير التربية والتعليم قد أقر هذا العام عام المعلم بدلاً من يوم المعلم، كذلك أقر جائزة التميز للمعلمين والمديرين والمدارس وهي في دورتها الثالثة تبدو خجلة من مثل هذه القرارات، والمعلم وإن بدا للجميع أنه منعم ومرتاح، فهذا غير صحيح على الإطلاق إن الأسرة تضجر إذا اجتمع أولادها في يوم إجازة واحد وتتمنى لو كانت الدراسة طوال العام فما بالكم بمن يربى أكثر من 300 تلميذ في مراحل سنية متفاوتة، فليس هذا هو التقدير المنتظر لمن يحملون على عاتقهم تربية الأجيال ففاقد الشيء لا يعطيه، وكيف تقدر الأجيال وأساتذتها لم يقدر المعلم؟ وأبسط حقوقه في نهاية مشواره الوظيفي بعدما شاب رأسه في ميدان العلم والكرامة ميدان التربية والتعليم أن يعاد قراره السابق بمنحه ثلاثة رواتب، فماذا يستفيد كل مسؤول يبحث في دقائق الأمور عن قرارات صدرت سابقاً واعتمدتها الحكومة، والسؤال هنا أين كان معالي وزير الخدمة المدنية طيلة السنوات الماضية هو وغيره وقد تم صرف هذه المكافأة واستفاد منها الكثير، هل ستعاد بأثر رجعي؟ أم ماذا ياوزارة التربية والتعليم؟ [email protected]