لاشك ان الحج رحلة إيمانية لقهرالشيطان وإذلاله في معركة مستمرة وأبدية منذ خلق الله سيدنا آدم وحتى قيام الساعة، فالحجاج يأتون متلهفين مشتاقين الى زيارة بيت الله الحرام للانتصار على إبليس وبالتالي ما أحوج هذا الحاج وضيف الرحمن الى ان نهيئ له سبل الراحة ونمكنه من أداء هذه الفريضة التي هي واجبة مرة بالعمر.. لمن استطاع إليه سبيلا، وقد قال عنها رسول هذه الامة ان الله عز وجل يقول لملائكته: ياملائكتي ماجاء بعبادي قالوا جاؤوا يتلمسون رضوانك والجنة فيقول الله عز وجل: فإني أشهد نفسي وخلقي أني غفرت لهم ولو كانت ذنوبهم عدد أيام الدهر وعدد رمل عالج.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشية يوم عرفة..فإن الله يهبط الى السماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول: عبادي جاؤوني شعثاً من كل فجً عميق يرجون رحمتي فلوكانت ذنوبكم كعدد الرمل او كقطر المطر او كزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفوراً لكم ولمن شفعتم له. فالحجيج هم في ضيافة الله حيث دعاهم لزيارة بيته فأجابوه لذا ياحبذا علينا جميعا مسؤولين ومواطنين ان نحسن التعامل مع ضيوف الله عز وجل في كل التعاملات وتحديداً أهالي وتجار وفتيان وفتيات مدينتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وحتى مدينة جدة اثناء مرور الحجاج بها وماجاورها من قرى وهجر بألايزاحموا في الطواف حول البيت او في السعي او في الصلوات الخمس ويتركوا لهم الفرصة في هذه الايام الفضيلة وأن نحسن اليهم لفظا وقولا ونختار احسن العبارات عند الحديث اليهم او تعاملا سواء في بيع او شراء، كما ان على التجار عدم رفع اسعار المواد بشكل مبالغ فيه اوحتى من قبل السائقين للباصات وسيارات الاجرة ومن اصحاب العقارات والعمائر والفنادق والشقق بدرجة ترهق الحاج الذي ظل ربما بعض منهم يعمل على مدى (20) سنة ويوفر.. في مصروفه ليأمن تكاليف هذه الرحلة الإيمانية وكذلك لابد من التعامل الاخلاقي الاسلامي والحرص على ارشادهم متى ما استفسروا عن بعض نسك وواجبات الحج بأن نطلع على هذه الاحكام ونعد انفسنا لكي نستطيع الاجابة خاصة وان حجاج بيت الله عندما يأتون الى الديار المقدسة يحملون في اذهانهم فكرة حسنة عن سكان مكة خاصة وعن السعوديين بصفة عامة وعلينا الحرص على التمسك بالاخلاق الحميدة والتعامل الراقي معهم حتى لايصدموا متى مالاحظوا تصرفا او سلوكا مسيئا او غير حضاري. ولكي نحقق ذلك الهدف لابد من تكثيف التوعية والارشاد للاهالي وللمقيمين وتحديدا في المدينتين المقدستين مكةوالمدينة ونأمل من الرئاسة العامة لرعاية الشباب التنسيق مع وزارة الاعلام ببث حملة توعوية اثناء نقل المباريات في الفترة الحالية خاصة وان المئات يتابعونها ويشاهدونها في حسن التعامل مع ضيوف الرحمن مع توزيع ملصقات وكتيبات ونشرات وبروشورات اعلامية وتوزيعها على الجماهير في المدرجات مع تعميد نادي الوحدة واندية المدينة، وكذلك ناديا الاتحاد والاهلي في المساهمة في هذه التوعية وتوزيعها على المتاجر والفنادق القريبة من الحرم وعلى سائقي سيارات النقل وبذلك نستطيع خدمة الحاج واكرامه وتيسير حجه ويعود لبلاده فرحا مسرورا ونعطيه انطباعا جيدا لبلادنا، وكذلك مافي ذلك من الاجر العظيم وما أحوجنا ان ننال رضا الخالق ربنا سبحانه وتعالى متى ما أحسنا الضيافة والاستقبال لضيوف الرحمن. مكة