الحمد لله الذي جعل الحج الركن الخامس من أركان الاسلام وجعل حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. لقد أكرم الله وفود بيت الله الحرام بحج بيته العتيق ومنَّ عليهم بالقبول حين قال (افيضوا عبادي مغفوراً لكم ولمن شفعتم فيه) فهنيئاً لمن حاز هذه الكرامة من رب رحيم فرجع كيوم ولدته امه ومرحباً بضيوف الرحمن حين قدومهم وحين نزولهم وحين مغادرتهم يحملون اطيب المشاعر الفياضة واصدقها بما لا قوه من مكارم اخلاق ابناء هذا البلد الطيب الذي حشد كل امكاناته لكي تكون رحلة العمر للحاج الكريم رحلة مليئة بالذكريات الطيبة الجميلة واول من رحب بجموع الحجيج اهل الملأ الاعلى فنزلت عليهم ملائكة السماء وصافحتهم وعانقتهم، فما اجمل هذا اللقاء الذي يصحبه النية الطيبة، وهذه حظوظ ضيوف الرحمن اكرام من رب العالمين امتثالاً لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه) وان ابناء هذه البلاد الطيبة، من اسعد الناس حظاً حين أكرمهم خالقهم تعالى بشرف هذه الخدمة فكانت قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله اسعد الناس احتفاءً بوفود الرحمن ابتغاء وجه الله تعالى والدار الآخرة ويأتي جميع ابناء هذا الوطن الغالي في السير على منوالهم في حسن الاستقبال والشعور بالسعادة والفرحة الغامرة التي لا توصف .. اما في وزارة الحج فان صاحب المعالي د. فؤاد بن عبدالسلام الفارسي وزير الحج قد قاد ذلك التوجه وحرص عليه جميع الجهات التي تعمل تحت اشراف وزارته مترجماً طموح القيادة في خدمة الحجيج وبمتابعة دؤوبة وبجهود متواصلة، وقد اكد ذلك في كلمة معاليه خلال حفل الاستقبال السنوي لخادم الحرمين الشريفين لوفود الرحمن (بمشعر منى). فوداعاً ضيوف الرحمن وتقبل الله منهم، ونرجو ان يكون الجميع في دعواتهم ولا نجد من عبارات الشكر ما نقوله سوى الحمد لله رب العالمين اللهم اجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكوراً وذنبهم مغفوراً واكتب لهم السلامة في عودتهم لبلادهم سالمين غانمين ونقول (ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم) واعد علينا وعلى الأمة الاسلامية هذه المناسبة السعيدة أعواماً عديدة وسنين مديدة في خير ولطف وعافية انه سميع قريب.