تشرفت بالعمل مع سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - أربعة وعشرين عاما، كنت خلالها وكيلاً للحرس الوطني للشؤون الفنية ثم وكيلاً للحرس الوطني، هذا العمل أتاح لي عن قرب معرفة جلالته حفظه الله معرفة عميقة، عرفت فيه مخافة الله سبحانه وتعالى، ومراقبة الخالق في كل عمل يقوم به كما عرفت عنه حبه العميق وإخلاصه القوي لوطنه المملكة العربية السعودية ولمواطنيه، لا فرق لديه في ذلك الحب والإخلاص بين كبير وصغير ولا قريب أو بعيد، عرفت عنه حفظه الله أشياء كثيرة ولكن ما يعنينا اليوم في هذه المقالة هو الجرأة والحزم في اتخاذ القرار، جرأة وحزم يسبقها تشاور مع كافة المعنيين عن الموضوع والاطلاع على ما أعد عنه من دراسات وتقارير، ودراسة كافة الخيارات والحلول المطروحة والبدائل المتاحة، هذا ما نلاحظه على الأوامر والقرارات التي يصدرها جلالته حفظه الله، لقد جاء اختياره حفظه الله لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ليكون ولياً للعهد في المملكة، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره في عمله وزيراً للداخلية صائباً وموفقاً وفي الوقت المناسب، ذلك أن الاستقرار الذي تنعم به مملكتنا الحبيبة منذ أن أرسى دعائم الحكم فيها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، يتطلب حمايته ودعمه والمحافظة عليه بدعائم قوية، وبأركان صلبة، وبقواعد ثابتة، مع بعد في النظر، واستقراء لمجريات الأحداث، وتخطيط للمستقبل، هذا القرار الملكي حكيم في توقيته حيث لم يترك الأيام تمر دون تحديد لولي العهد الذي هو ركن أساسي من أركان الحكم، ولم يترك المجال للأفواه المغرضة تنسج الاقوال والحكايات من هنا وهناك مشككة في قدرة المملكة قيادة وأسرة وشعباً على حسم الأمور، والقرار حكيم في موضوعه حيث اختار الرجل المناسب للمكان والمنصب المناسب، فصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - شريك في إدارة الحكم في هذه المملكة العزيزة الغالية منذ نعومة أظفاره، فمنذ تعيينه في منتصف جمادى الآخرة عام 1371ه وكيلاً لمنطقة الرياض ثم أميراً لها في السنة التالية وهو مشارك في الحكم والإدارة في الوطن الحبيب، ثم جاء تعيينه في أهم منصب لأمن الوطن والمواطن وزيراً للداخلية في عام 1395ه ولقد عرف عن سموه الكريم إخلاصه المتين لدينه ووطنه ومواطنيه، وحبه للخير وللإصلاح، وتفانيه في خدمة الدين والملك ولوطن، ولقد مرت المملكة بظروف عديدة ومحن كثيرة كان لصاحب السمو الملكي الأمير نايف دور كبير في سلامة البلاد والعباد من ويلاتها وآثارها السيئة، من تلك المحن والويلات الحروب التي قامت في المناطق المجاورة للمملكة، ثم حملات الإرهاب التي أرادت بالمملكة وأهلها سوءاً، ودمرها الله وأفشل خططها ومؤامراتها وكان لسمو الأمير دور كبير في ذلك، عمل صاحب السمو الملكي الأمير نايف وفقه الله في وزارة الداخلية لمدة تقرب من أربعين عاماً أكسبته الحكمة والخبرة وحب الناس ومعرفة قضاياهم وحلها بالطرق التي تسعدهم، وكما أن جولاته الدولية المتعددة واشتراكه في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والدولية منحته الخبرة والدراية ليكون قائداً ملهماً، ورجلاً حكيماً، وسياسياً ناجحاً، وإدارياً موفقاً. والمجال لا يتسع لذكر منجزات صاحب السمو الملكي الأمير نايف، فجزاه الله خير الجزاء عما قدم لوطنه ومواطنيه، وأعانه الله على أداء الأمانة التي حمَّلها إياه خادم الحرمين الشريفين، وأمد الله في عمر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده قائدين لهذا الكيان الكبير وحقق على يديهما ما نصبو إليه من عز وتقدم وأمن وأمان، فالطموحات كبيرة، والآمال عريضة واحتياجات الوطن والمواطنين واسعة ومتعددة، وقادتنا بإذن الله على تحقيق كل ذلك قادرون، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. وكيل الحرس الوطني وعضو مجلس الشورى سابقاً