يشهد تاريخ وطننا على مرِّ الأيام منذ أقام الملك عبدالعزيز -رحمه الله- هذا الصرح الكبير بأن عظمة هذا الوطن واستقراره ونهضته مرهونة -بعد فضل الله وتوفيقه- بأبناء هذا الوطن الأوفياء، وعلى رأسهم قادتهم الأجلاء الذين أقاموا شرع الله، ووجهوا كل فكرهم وإمكاناتهم لخدمة الدين وسعادة المواطن وحراسة الوطن. رحم الله من غادر دنيانا منهم رحمة واسعة، وأمدَّ في عمر قيادتنا الراشدة الرشيدة وزوَّدها بتوفيقه وحفظه. لقد ظل هذا هو واقع بلادنا منذ تأسيس كيانها، وسيظل بعون الله أمناً واستقراراً ورخاءً، تستمر سيرتها الموفقة، ترتفع فوق الصعاب، وتتخطى الأحزان وتتكاتف وقت المحن، وترتقي في مواكب العطاء بقادة أفذاذ مخلصين، وها هو الأمر الملكي الكريم يجيء بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعيد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية لتستمر مسيرة هذا الوطن نحو تحقيق المزيد من الأمن والعطاء، فكلنا عرف ولي العهد وخبرته وشهد بإخلاصه في الميادين التي تولى مسؤولياتها. وسموه الكريم ليس في حاجة إلى إطراء، أو مديح أو ثناء، فقد شهد الأمن وقفته المباركة وجهوده المخلصة المتواصلة لتطوير أدواته، وتحديث وسائله، وتأصيل عطائه، حتى إذا أدْلَهمَّت الأمور، وحاول أعداء المملكة تصدير الإرهاب إليها فإن رجل الأمن الأول نايف بن عبدالعزيز بفكره وحكمته وحسمه وحزمه، وضربت المملكة مثالاً يقتدى في مواجهة الفكر المتطرف ووأد فتنته. لقد حرص سموه على أن يخاطب العقول، وأن يجعل من المواطن رجل أمن، وجعل للقوة موضعها وموقعها في التعامل الحاسم، فامتدت مظلة الأمن ترفرف فوق الوطن عالية خفاقة. ولولي العهد -حفظه الله- أياديه البيضاء ومكرماته السخية في ميادين الجود والكرم وخدمة الإسلام والمسلمين وخدمة السنة النبوية المطهرة، ورعاية المسلمين وشؤونهم وإغاثتهم ونجدتهم وشدِّ أزرهم في أوقات المحن، وما ذلك بغريب على مَنْ تربى في مدرسة عبدالعزيز - رحمه الله - الذي جعل خدمة الإسلام والمسلمين ديدنه، ورفع لواء الإسلام وظيفته وشعاره. إن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف ولياً العهد في هذا الظرف الدقيق من تاريخ الوطن ليكون عضداً وساعداً قوياً لقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- قد جاء متجاوباً مع طبيعة هذه المرحلة، والتي هي في حاجة لقوة رجل الأمن وفكر رجل الإدارة وطموحات أبناء هذا الوطن. وهذا ما تترجمه الشخصية المتعددة لولي العهد -حفظه الله- الذي عرفته ميادين الفكر والسياسة والإدارة والاقتصاد والإعلام، وخدمة الحجيج، والأمن الفكري، والساحات كافة التي تشرفت به وتزينت بحكمته ورؤيته وحزمه وعزمه وسعة أفقه، ورحابة صدره، وقبل ذلك وبعده توكله على ربه في كل شؤونه وأموره. وهذا هو سر سعادتنا بتعيين سموه الكريم ولياً للعهد لتظل مسيرة وطننا في طريقها الصحيح الذي يحقق طموحات أبنائه في المزيد من الخير والعطاء والتقدم والنماء. فشكراً لك يا خادم الحرمين ووفقك الله وشد عضدك بولي عهدك الأمين، وهنيئاً لنا جميعاً استمرار هذه المسيرة الموفقة في هذا العصر الزاهر الميمون، ووفق الله ولاة أمرنا لما فيه خير الدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب. *وكيل الوزارة بوزارة الثقافة والإعلام سابقاً