سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عطاء متجدد ورسالة سامية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلال عشرين عاماً من عهد خادم الحرمين الشريفين:
نظام الهيئة يعيش فترته الذهبية في عهده حفظه الله
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو صمام الأمان وخيرية الأمة وصفة الصالحين المسارعين في الخيرات الناطقين بالخير والبر وهو سبب برحمة الله للنجاة من النار وهو ركن لا يعذر بجهل أهميته مسلم لذا فقد اهتمت المملكة بجانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل إنها تميزت وانفردت عن غيرها من سائر الدول الإسلامية في إيجاد جهاز مستقل كبير يعنى بجانب الاحتساب على المخالف، وتذكير المقصر في جانب المعروف، والأخذ على أيديهما إن اقتضى الأمر ذلك، حتى أصبحت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهازاً مستقلاً يرتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء ويعين رئيسه بأمر ملكي برتبة وزير. ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه لله مقاليد الحكم في البلاد إلى يومنا الحاضر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يلقى العناية والاهتمام من لدنه أيده الله ولذلك شواهد شتى منها أن النظام الأساسي للحكم الصادر بالأمر الملكي رقم أ/90 المؤرخ في 27/8/1412ه قد احتوى على قيام الدولة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد جاء في المادة الثالثة والعشرين ما نصه: «تحمي الدولة عقيدة الإسلام، وتطبيق شريعته، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقوم بواجب الدعوة إلى الله». ولا غرابة فالمملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وإلى وقتنا الحاضر في عهد خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز حفظه الله تلتزم في نهجها شرع الله تعالى لأنها تدرك أن الإسلام الذي أرسى قواعد العدالة بنظام واجب الاتباع، ينبثق من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قد ألزمها ألا تفرق بين غني وفقير، ولا بين أبيض وأسود، ولأنها تؤمن بأن حقوق الإنسان الشاملة في الإسلام وهي ضمان الفرد والجماعة والدولة على السواء، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو واجب هؤلاء جميعاً كما قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..) وكما قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله...) وكما قال تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون). كما أن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها إلى يومنا الحاضر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله تدرك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو واجب تمارسه بكل مؤسساته وأجهزتها بكل كفاءة واقتدار، وبكل ما تتمتع به من قوة وهيبة كما قال تعالى: (الذين إن مكَّناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)، ونظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي صدر في عهد الملك خالد رحمه الله والذي صدر في 26/10/1400ه لم يمض على إصداره سوى سنتين تقريباً حتى تولى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد أيده الله تعالى مقاليد الحكم ولا يزال هذا النظام المكون من إحدى وعشرين مادة، والمقسمة إلى أربعة أبواب، ساري المفعول، سواء كان الاحتساب في مجال العقيدة، أم في مجال العبادات، أم في مجال الأخلاق والآداب العامة، لذا فعهده أيده الله يعد هو الفترة الذهبية لتطبيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولوائحه التنفيذية التي صدرت بقرار معالي الرئيس العام المبني على موافقة صاحب السمو الملكي وزير الداخلية تمشياً مع المادة 19 من نظام الهيئة حتى أصبح جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعنى بما يدخل في اختصاصه من الاحتساب في مجال المعروف المتروك، أو المنكر المفعول سواء من المنكرات الكبيرة العظيمة أم من المنكرات التي هي أدنى رتبة، ولنضرب على ذلك بعض الأمثلة في مجال احتساب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجال اختصاصها في الأسطر التالية: العقيدة ركزت المادة الأولى من واجبات الهيئة في اللائحة التنفيذية لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما يتعلق بالعقيدة بالنص التالي: إرشاد الناس ونصحهم لاتباع الواجبات الدينية المقررة في الشريعة الإسلامية وحملهم على أدائها، وكذا النهي عن المنكر بما يحول دون ارتكاب المحرمات والممنوعات شرعاً، واتباع العادات والتقاليد السيئة أو البدع المنكرة، ويكون باتباع الآتي: مراقبة الأسواق العامة والطرقات والحدائق وغير ذلك من الأماكن العامة والحيلولة دون وقوع المنكرات الشرعية التي منها: اظهار غير المسلمين لمعتقداتهم، أو شعائر مللهم، أو إظهارهم عدم الاحترام لشعائر الإسلام وأحكامه. عرض أو بيع الصور، والكتب، أو التسجيلات المرئية، أو الصوتية المنافية للآداب الشرعية، أو المخالفة للعقيدة الإسلامية اشتراكاً مع الجهات المعنية. عرض الصور المجسمة أو الخليعة، أو شعارات الملل غير الإسلامية. البدع الظاهرة كتعظيم بعض الأوقات، أو الأماكن غير المنصوص عليها شرعاً أو الاحتفال بالأعياد، والمناسبات البدعية غير الإسلامية. أعمال السحر والشعوذة، والدجل لأكل أموال الناس بالباطل. وقد ضبطت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عدداً من المنكرات في هذا المجانب، وقامت بالتعامل معها وفق المعايير الشرعية وما يقضي به النظام، ولا تزال تحافظ على الاحتساب في هذا المجال وغيره حماية للدين، وحفظاً على مصلحة الأمة. العبادات وفي مجال العبادات أعطت جميع الأنظمة التي صدرت للهيئة أهمية بالغة للتأكيد على أعمال الاحتساب بشأن الصلاة، وما يتعلق بها، ورجال الهيئة ملتزمون بذلك، فهم يفزعون قبيل النداء لكل صلاة يجوبون الشوارع والأسواق يحثون الناس على المسارعة إلى تلبية النداء، والصلاة جماعة بالمسجد، ويتأكدون من غلق المحلات، ومغادرة الناس لها، وتوقف البيع والشراء أثناء إقامة الصلاة، ويأمرون الناس بالحكمة والحسنى للذهاب إلى المساجد، فإذا وجدوا متهاوناً في أدائها احتسبوا عليه تمشياً مع ما ورد أولاً وثانياً من المادة الأولى في الباب الأول من اللائحة التنفيذية لنظام الهيئة. وأما ظاهرة تكاسل البعض عن أداء الصلاة فقد صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين أيده الله برقم 6413 في 19/3/1403ه لحث الناس على أداء الصلاة جماعة وفي أوقاتها المحددة، وقد جاء التوجيه. (نظراً لما لوحظ من ظاهرة التهاون في أداء الصلاة جماعة، ومجاهرة البعض بتركها، وملاحظة ذلك في بعض الدوائر الحكومية والوزارات التي أصبح بعض كبار الموظفين فيها قدوة سيئة للمتساهلين بها، فقلدهم غيرهم في هذه العادة، وساروا على نهجهم. ويهيب بالجميع أداء الصلاة جماعة مع موظفيهم، وإقامتها في وقتها المحدد). وفي شهر رمضان المبارك تنشط الهيئة ليلاً ونهاراً للمحافظة على هذه الفريضة، والظهور بمظهر يليق بها من التدين والوقار، بين الصيام نهاراً والتعبد ليلاً فيأخذون من يضبط متلبساً بالإفطار دون عذر مشروع، ويتم التحقيق معه، ويوقع عليه العقوبة التعزيرية المناسبة، ويراقبون غير المسلمين، ويلزمونهم بمراعات شعور المسلمين وواقع المجتمع الإسلامي في هذا الشهر، ومن تحدى منهم أخذ وعزر ورحل إلى بلده. الآداب العامة أما فيما يتعلق بالآداب العامة فتعنى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالاحتساب في كثير من الأمور التي لها علاقة بحماية المجتمع، والمحافظة على الأخلاق والقيم الإسلامية والآداب العامة، ومن ذلك: ما تقوم الهيئة به من المحافظة على كيان المرأة المسلمة عندما تخرج من بيتها، لقضاء احتياجاتها من الشارع أو السوق، أو داخل أي تجمعات فتمنعها من السفور، وإظهار الزينة حتى لا تثير فتنة، وتغري ذوي النفوس الضعيفة بها، وتمنعها من الاختلاط بغيرها من الرجال، كما تمنع الهيئة الرجال من الاختلاط أو الاحتكاك بها، أو مضايقتها في سيرها، أو إساءة لها بأي لون من الألوان، ويقف رجال الهيئة في الأسواق، وبالقرب من المحلات وأمام المدارس والمستشفيات، وفي كل مكان تحل فيه امرأة بغرض حمايتها والمحافظة عليها، كما وضعوا بالاتفاق مع بلديات المدن وذوي الشأن مواصفات معينة لمحلات الخياطة ألزموا بها أصحاب تلك المحلات، بحيث لا تدخل المرأة محل الخياطة، إنما تكتفي بالتحدث إليه إذا لم يكن معها محرم. والواقع أن صور الاحتساب في المجالات الثلاثة كثيرة وعديدة، وإنما تستمد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قوتها بعد توفيق الله عز وجل لها من تمكين ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله الذي ما زال يدعم جهاز الهيئة دعماً مادياً ومعنوياً كبيراً سيأتي الحديث عنه في الأعداد القادمة بإذن الله تعالى.