أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رعاها الله اهتماماً وعناية كبيرين بكتاب الله عز وجل طباعة، ونشراً، وترجمة لمعانيه، وبحفظته في داخل المملكة العربية السعودية، وفي خارجها تلاوة، وحفظاً، وتجويداً ، حيث أنشأت منذ فترة طويلة جمعيات خيرية لتحفيظ القرآن الكريم، بغية تعليمه لأبناء المسلمين، وكان أن أنشأت لهذا الغرض الكريم وهو تخريج حفاظ القرآن الكريم جمعيات خيرية في مختلف مناطق المملكة ابتدأت في رمضان المبارك عام 1382ه بمكة المكرمة مهبط الوحي، تقوم على العناية بتعليم كتاب الله تعالى للناشئة في المساجد ودور العلم، وذلك بجهود ومشاركات أهل الخير والمحسنين من أبناء هذا البلد الكريم، وانتشرت هذه الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في شتى ربوع وأنحاء المملكة العربية السعودية، وتوسعت أعمالها، وبلغ عدد الملتحقين بها من الطلاب الآلاف والآلاف، ومن هذا المنطلق، قد احتضنت الدولة وفقها الله هذه الجمعيات، ورعتها مادياً ومعنوياً، فخصصت لها الإعانة السنوية، ومنحتها الأراضي التي تقيم عليها المباني، رغبة في تقويتها وتحقيق مقاصدها، فضلاً عما يقوم به أهل الخير من الراغبين في خدمة كتاب الله سواء بالعمل التطوعي في هذه الجمعيات أم في تقديم التبرعات، والهبات، وإقامة الأوقاف لها، وتستهدف الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن التي عمت جميع أنحاء المملكة في الهجر والقرى والمحافظات والمدن والمناطق، العناية بتعليم كتاب الله تعالى وتحفيظه وإتقان تلاوته وتجويده بين أبناء المسلمين وبناتهم واختيار المدرسين الأكفاء، وإعدادهم لتعليم كتاب الله تعالى، وربط المسلم والمسلمة بكتاب الله للعمل بمقتضاه، وذلك بفهم معانيه وتفسيره، وايجاد الوسائل التي تشجع الناشئة ، وتزيد من تسابقهم في مجال العناية بحفظ كتاب الله، والاهتمام بإعداد المزيد من القراء والحفظة لإمامة المصلين في المساجد، ثم الإسهام في محو الأمية بتعليم تلاوة القرآن الكريم، وبالمزيد من العناية بالفتاة والأم، من خلال التربية على خُلق القرآن للاستمرار في تربية الجيل الصالح وإعداده، وجاء في الكتاب الإحصائي الذي أصدرته الأمانة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم خلال العام الجاري (1422ه) أن العدد الإجمالي للطلبة والطالبات في الجمعيات الخيرية في مختلف مناطق المملكة بلغ (645، 361) طالباً وطالبة، منهم (181،132) طالبة، كما بلغ عدد حلق التحفيظ فيها (962، 15) حلقة، منها (947، 5) حلقة خاصة بالنساء، أما عدد الخاتمين للقرآن الكريم، فقد بلغ (377، 4) خاتماً، بينما بلغ عدد الخاتمات (619) خاتمة، ويقوم بالتدريس في حلق تحفيظ البنين ما مجموعه (106، 8) مدرسين، فيما تدرس (271، 6) مدرسة في حلق البنات، وأشار الكتاب الإحصائي إلى أن نسبة الزيادة عن العام الماضي بلغت (13%) في عدد الطلبة والطالبات أي بزيادة بلغت (339، 40) طالباً وطالبة، ونسبة الزيادة عن العام الماضي في عدد الحلق بلغت (13%)، أما زيادة عدد خاتمي القرآن الكريم عن العام الماضي فبلغت (873، 1) طالباً وطالبة، أي بنسبة (60%)، وبلغت نسبة الزيادة في عدد المدرسين والمدرسات عن العام الماضي (14%) أي بزيادة بلغت (753، 1) طالباً وطالبة، وارتباطاً بالدعم الذي تجده الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ومدارس وحلق التحفيظ من حكومتنا الرشيدة على الإقبال على تلاوة القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، واهتماماً منها بتشجيع فئات المجتمع المختلفة من ناشئين وشباب وكبار وصغار بنين وبنات، فقد حرصت على إيجاد مدارس وحلق لتلاوة القرآن الكريم وحفظه وتجويده وتفسيره في السجون والإصلاحيات، بل تجاوز هذا الدعم والتحفيز إلى أن خففت مدة المحكومية على المسجونين الذين يحفظون القرآن الكريم كاملاً أو بعض أجزائه، واستعرض الكتاب الإحصائي جانباً من اختصاصات المجلس، وأمانته العامة، حيث يجتمع المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بناء على دعوة من رئيسه مرة كل ستة أشهر على الأقل،