منذ قدومي إلى المملكة عام 1399ه للعمل والمعيشة، كنت محظوظا أن أكون وأخدم هذا البلد المقدس، أرض هذه البلاد مباركة ليس فقط بثروة البترول والمعادن في باطن الأرض، ولكن كذلك بعطائها النباتي والحيواني. عندما تولى «خادم الحرمين الشريفين» الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود القيادة لهذا البلد المبارك، بدأ عصر جديد من النهضة في جميع نواحي الحياة مثل الصحة والمياه والتعليم والزراعة.. الخ. ومن أبرز المعالم العلمية إنشاء مراكز البحث الكبيرة مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وكذلك بعض الهيئات الأخرى مثل هيئة حماية الحياة الفطرية، هيئة الاستثمار وهيئة السياحة وغيرها، وكذلك الثورة الصناعية الكبرى على مستوى المملكة وعلى رأسها مشاريع هيئة الجبيل وينبع، مما جعل للمملكة موضع قدم مع الدول الصناعية من حيث جودة المنتجات وتنوعها. وخطط هذا بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والحكومة الرشيدة. إن الانسان يحس أنه غير قادر على تغطية جميع جوانب النهضة في المملكة العربية السعودية في مقالة قصيرة مثل هذه.الهدف من كتابة هذه السطور هو لأبين تقديري العميق وإعجابي بحكام هذه البلاد وعلى رأسهم الملك فهد «أول وزير للمعارف» لما يوليه من اهتمام بالجانب التعليمي البحثي، وكذلك للمشاريع الضخمة للحرمين الشريفين مما أتاح للحجاج والمعتمرين أداء مناسكهم بيسر وسهولة. ولا أنسى جانباً آخر وهو الأمن والأمان في هذا البلد الذي لا تكاد تجده متوفراً بهذه الصورة في أي بلد آخر في العالم من البلدان التي زرتها. كما اتصف عهد خادم الحرمين الشريفين بالتوسع في الاهتمام باخواننا المسلمين في جميع أصقاع الأرض من الناحية السياسية والاقتصادية بما تقدمه المملكة من دعم مستمر. ومن الأشياء الأخرى التي أعجبت بها أثناء اقامتي الطويلة في المملكة «12 عاماً» واستفدت منها تطبيق الشريعة الاسلامية بصورتها النقية، مما أفاد كثيرا من المسلمين المقيمين في المملكة سواء الكبار أو الصغار، حيث ان هذه الفرصة أتاحت لي شخصيا ولكثير من المقيمين من المسلمين من تنقية العقيدة، خاصة التوحيد، وجميع نواحي العبادة الأخرى. في النهاية أحب أن أقول إن عهد خادم الحرمين الشريفين وإنجازاته يجب أن تسجل بكلمات من ذهب.