اختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد كان متوقعاً ومنتَظَراً؛ لهذا جاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتسميته ولياً للعهد وتقديمه لهيئة البيعة، التي زكت هذا الاختيار بالإجماع، مفرحاً للشعب السعودي كافة، ومفرحاً أيضاً لكل محبي المملكة العربية السعودية من أبناء الأمتَيْن العربية والإسلامية والأصدقاء من الأسرة الدولية. والحديث عن المناقب والصفات المتميزة لرجل الدولة منجز المهام الصعبة، التي تتطلب قدرات خاصة وإمكانيات تجمع بين الحكمة والجدارة والخبرة والتمرس، والأهم من ذلك مخافة الله، وهي - والحمد لله - جميعها قد ضمنها الباري - عزَّت قدرته - شخصية نايف بن عبدالعزيز، لا حاجة له - أي الحديث عن مناقب الأمير نايف -؛ فنحن السعوديين جميعاً نعرف نايف بن عبدالعزيز ونُكِنّ له حباً وتقديراً؛ ما يجعلنا نثمن ونقدّر قرار خادم الحرمين الشريفين الذي يعرف كيف يختار رجاله المخلصين، إلا أن الذي يجب الحديث عنه والإشارة إليه هو سلاسة ومرونة تداول المناصب الرئيسية في الدولة؛ إذ ثبتت نجاعة وقيمة وأهمية المبادرة الإبداعية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تكوين هيئة البيعة، التي أثبتت أهميتها وقيمتها في أول مهمة لها باختيار سمو ولي العهد، وأسست بذلك قاعدة مهمة في نظام الحكم في المملكة العربية السعودية مجسدة أهمية وقيمة المبادرة الإصلاحية لخادم الحرمين الشريفين؛ إذ جرت عملية الاختيار وتسمية ولي العهد بسلاسة ومرونة دون أي تعقيدات، كثيراً ما تواجه الدول الأخرى. من جديد يتأكد للسعوديين أولاً وللعرب والمسلمين وللأسرة الدولية أن الاستقرار السياسي واللحمة التي تتميز بها الأسرة المالكة والوحدة الوطنية في المملكة العربية السعودية نموذج يُحتذى به، وأن المسيرة الإصلاحية ومبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجعلنا نخوض غمار المستقبل لتطوير وتحديث وطن هو رمز ومحور الوطن العربي والعالم الإسلامي.