في صورة أخوية وإنسانية تعكس ما يكنه الأخ لأخيه، تحامل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على نفسه رغم ما يعانيه من آلم في ظهره، ولم يلتئم جرحه بعد إثر العملية الجراحية التي أجراها قبل أيام قليلة في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني، إلا أنه أصر -حفظه الله- على أن يكون على رأس مستقبلي جثمان أخيه الفقيد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- في مطار قاعدة الرياض الجوية. كما عكس -رعاه الله- في صورة أخرى عندما حضر إلى الجامع للصلاة على الفقيد وتشييعة وتوديعه الوداع الأخير ودفنه. إن هذه الصورة الأخوية والإنسانية التي يقدمها خادم الحرمين الشريفين تعكس بكل ما تعنية الكلمة من صور البر والوصل والتراحم وتعبر بكل الوفاء والمحبة عن ما يكنه الأخ لأخيه من محبة صادقة وتأثر بالغ على فقده، ولم تمنعه آلامه وجروحه بكل همومها وتداعياتها في واقع يحكي ما يمليه عليه ديننا الإسلامي العظيم من التراحم والمودة والتآلف تحت أصعب الظروف وأحلكها، ويتجسد الموقف الإنساني الأخوي الكبير في إصرار الملك عبد الله على أن يكون في مقدمة مستقبلي ومودعي أخيه الأمير سلطان -رحمه الله- إلى مثواه، في أروع أمثلة الوفاء والتواصل والرحمة، التي هي بمثابة رسالة معبرة للبشرية قاطبة وتحكي واقع تآلف الأسرة الحاكمة وتواضعها، وانعكاس ذلك على المواطن الذي يبادلهم حباً بحب ووفاءً بوفاء. فلم تكن علاقة الملك عبد الله بأخيه الأمير سلطان بن عبد العزيز سوى علاقة أخوية صادقة ومحبة كبيرة تخرجت من مدرسة تجتمع بها كل معاني النبل والوفاء والإنسانية إنها مدرسة المؤسس العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه.