لقد جاء الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وليًّا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للداخلية بعد أيام من رحيل سلطان الخير والعطاء تجسيدًا لما تنعم به بلادنا -والحمد لله - من أنها لم تشهد يومًا من الأيام فراغًا دستوريًّا، لأن القائمين على أمرها رجال أشداء عرفوا عظم الأمانة، وأدركوا أمانة المسؤولية، فكانوا في أيام الشدة أقوى منهم تماسكًا في أيام الرخاء؛ فهنيئًا لخادم الحرمين الشريفين حسن اختياره، وهنيئاً لشعبنا وأمتنا بتولي الأمير نايف بن عبد العزيز ولاية العهد. وإننا لسنا بحاجة اليوم إلى أن نعدد مناقب السلف ومآثر الخلف، ولكننا نفخر بأن هذه البلاد ستبقى بخير؛ لأن ولاة أمرها حريصون على أن تبقى راية التوحيد خفاقة، وأنها لن تسقط ولن تتوقف، ونفاخر بأن شعبنا ملتف حول قيادته بما يبعث على الثقة والاطمئنان على المسيرة التنموية لهذا الوطن المعطاء. وفي الوقت الذي فقدنا فيه رجلاً عظيمًا واستقبلنا رجلاً عظيمًا فقد رفع شعبنا يديه إلى الله، واحدة تتنزل الصبر على فراق سلطان الخير، والأخرى تحمل الشكر على تولي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولاية العهد، والكل يردد: إذا غاب عنا سيد قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول فليرحم الله سلطان الخير، وليجعل ما قدمه لأمته وأبناء وطنه في ميزان حسناته، وليوفق ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، وليسدد خطاه على طريق الحق والخير والصواب، وليحفظ على وطننا الحبيب أمنه واستقراره، ولتبق مملكتنا الحبيبة سامقة شامخة في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قائد المسيرة، وهنيئًا لوطننا بهذه القيادة الحكيمة التي ضربت مثلاً رائعًا في الوفاء بأمانة حمل المسؤولية تجاه الوطن والمواطنين. (*) رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية