الدار _ دار أبي متعب « المملكة العربية السعودية « من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها وقد خيم عليها الحزن والأسى منذ أن أعلن الديوان الملكي نبأ وفاة المغفور لها -بإذن الله تعالى- سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام _ يرحمه الله الذي انتقل إلى جوار ربه في أحد المستشفيات بالولايات المتحدةالأمريكية بعد حياة أفناها يرحمه الله في طاعة الله وعضداً أميناً لأخيه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في إدارة شئون البلاد ورعاية مصالح الشعب بكل أمانة وإخلاص وسخر جل وقته وجهده وراحته من أجل النهوض بأجزاء الوطن العزيز. وكم كانت لسموه يرحمه الله من الجهود المباركة في خطط التنمية المتتالية لبلادنا .. فقد كانت لسموه يرحمه الله الأيادي البيضاء والآراء النيرة في عملية التطوير التي تشهدها بلادنا لما يتمتع به سموه من حنكة سياسية ورؤى ثاقبة وبعد نظر، وعلى الرغم من مشاغل سموه الجسام في تصريف شئون الدولة ورعاية مصالح الشعب وهو العضد الأيمن لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله .. فسموه لم يغفل الجانب الإنساني فقد كانت لسموه العديد من أعمال الخير والتي شملت القاصي والداني؛ فالمعروف عن سموه إسهاماته المتواصلة في أعمال البر والخدمات الإنسانية وما مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للأعمال الإنسانية والتي تأسست بمبادرة كريمة من سموه شخصياً والتي تأتي في إطار اهتماماته وحرصه يرحمه الله في هذا المجال إلى جانب أعمال الخير العديدة والمتمثلة بمشاريع للصحة وأخرى للإسكان ودور للعلم وإنشاء الكثير من الجوامع في بلادنا وسقيا البادية من خلال حفر العديد من الآبار في مناطقهم . فكم من مريض أمر سموه بعلاجه على نفقته الخاصه سواء في داخل المملكة أو من استدعى الأمر بعلاجه في الخارج وكم من معسر وفقير وذي حاجة مد له سموه يرحمه الله يد العون والمساعده .. إلى جانب ما كان يحظى به سموه من مكانة عالية لدى قادة وشعوب الدول العربية والإسلامية والصديقة ولعلي هنا أشير وبكل فخر واعتزاز لكوني واحدا من أبناء هذا الوطن المعطاء لما حظي به سموه من ترحيب واهتمام بالغين من قادة وشعوب الدول التي زارها يرحمه الله إبان حياته قدمت لسموه خلال تلك الزيارات التي قام بها العديد من الشهادات والأوسمة الرفيعة ومنها على سبيل المثال لا الحصر شهادة الدكتوراه الفخرية في القانون التي شرفت جامعة ( واسيدا ) إحدى أعرق الجامعات اليابانية بمنحها لسموه الكريم تقديراً وعرفاناً لإسهاماته الخيرة في مجال العلوم والخدمات الإنسانية والتقنية والتعليم والصحة والبيئة وفي ظل هذه الأعمال الإنسانية العظيمة فقد جاء منح سموه يرحمه الله وسام الشرف الإنساني للعام 2007م من قبل المجلس العالمي لتعاون الحضارات والثقافات لسموه تقديراً وعرفاناً لما قام به سموه من جهود مباركة حيال نشر ثقافة العمل الإنساني ومكافحة الفقر والقضاء عليه من خلال تلك الأعمال الإنسانية العظيمة التي قام بها سموه يرحمه الله إبان حياته ومن جيبه الخاص ابتغاء مرضاة الباري عزوجل . فمن منا لا يبكي ولا يحزن على فراق سلطان .. بل كم من يتيم وأرمله وفقير احتضنه وابتسم له سلطان .. فستبقى بإذن الله تعالى حياً في قلوبنا ماحيينا ولم لا؟ وقد كنت لنا راعياً أميناً وللأرامل واليتامى والفقراء أبا حانياً .. وإنا على فراقك لمحزونون _ أنت سلطان الخير .. ونحن إذ نتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وإلى العائلة المالكة الكريمة والشعب السعودي بهذا المصاب الجلل لنسأل الباري عزوجل أن يتغمد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجعل كل ما قام به سموه من جهود مباركة وأعمال إنسانية ومساع حميدة في موازين حسنات سموه وأن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان . « إنا لله وإنا إليه راجعون «.