الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وبعد: إن الموت سبيل كل حي، إنه هادم اللذات ومفرق الأحباب والجماعات لا يعرف صغيراً أو كبيراً ولا غنياً أو فقيراً، قال الله تعالى في كتابه الكريم: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (57) سورة العنكبوت. لقد فجع الشعب السعودي والأمتان العربية والإسلامية بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، يوم السبت 24-11-1432ه بعد حياة مليئة بالخير والجد والعطاء، وخدمة الدين والوطن والمواطن، وحب الإنسانية جمعاء تجسد ذلك في سيرته العطرة، وأعماله الخيرية المباركة. ولقد تقلد - يرحمه الله - مناصب عديدة منها: أميراً للرياض، وزيراً للزراعة، وزيراً للمواصلات، وزيراً للدفاع والطيران، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى مسؤولياته وزيراً للدفاع والطيران والمفتش العام، ولياً للعهد، نائباً لرئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى مسؤولياته تولى (يرحمه الله) رئاسة ونيابة العديد من المجالس واللجان المختلفة وكان يتصف بكثير من السجايا الفاضلة التي جعلته محبوبا لدى الجميع صغارا وكبارا، فكان متواضعا مع الكبار والصغار، رحيما بالأطفال ملاطفا لهم، وكانت ابتسامته لا تفارق محياه، وكان هادئ الطبع حكيما بأقواله وأفعاله. وكان - يرحمه الله - له أياد بيضاء في الجود والرحمة والسخاء، وكانت أعماله الخيرية خير شاهد على تلك الأيادي الكريمة والإنفاق، قبل الكلام، وقد شهد له بذلك القريب والبعيد، وكان من أهل الإنفاق وممن يبادر إلى فعل الخيرات لخدمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فحياته مشرقة بتقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين والمنكوبين عن طريق مؤسسات خيرية تشرف عليها لجان مختصة كمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية وتعنى في تقديم الرعاية الاجتماعية والصحية والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين ودعم الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية، والطبية، والعلوم التقنية. ولجنة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخاصة للإغاثة وتهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية كالمالية والطبية، وتنفيذ المشروعات كحفر الآبار وبناء المدارس والمساجد والمستشفيات ومراكز غسيل الكلى. وفي الختام نسأل الله العلي القدير أن يجزيه خير الجزاء، وأن يجعل جهوده الطيبة في موازين حسناته، وأن يلهمنا - جميعا - في الفقيد الغالي الصبر والسلوان، وأن يسكنه في الفردوس الأعلى، وإن غيب الموت مرآه إلا أن مناقبه ومآثره خلدت ذكراه، ويقول الشاعر أبونواس: أين من كان قبلكم من ذوي البأس والخطر إن للموت أخذة تسبق اللمح بالبصر رحم الله مسلماً ذكر الله فازدجر رحم الله مسلماً سمع الوعظ فانتهر رحم الله مسلماً خاف واستشعر الحذر - أوثال