منظر مهيب.. ونحن نشاهد الطائرة التي تقل جثمان الغالي على قلوبنا ولي العهد سلطان المحبة.. سلطان الخير.. الطائرة تسير بتؤدة وغمامة سوداء تحيطها تنظر وقلبك ينفطر ألماً.. تشعر بأن كل شيء حزين... الطائرة ومن حول الطائرة متألم وكل من يقف في القاعدة الجوية.. وكل من يشاهد استقبال الجثمان عبر القنوات الفضائية حزين.. حزين.. ويسرح خيالك مع هذا الرجل الإنسان ونحن نترقب خروج الجثمان من الطائرة.. يسرح الخيال مع صاحب البسمة المشرقة.. صاحب الوجه الجميل الذي يبتسم لكل من يصافحه.. غابت هذه البسمة الجميلة.. وغاب الإشراق!!! وتساءلنا؟ هل غابت كلها عنا داخل هذا الصندوق.. الموت غيبها!! وحرمنا رؤيتها ولكنها محفورة في قلوبنا ومطبوعة في أبصارنا.. هذه الغمامة السوداء لم تحط بالطائرة فقط، بل أحاطت قلوب ونفوس أبناء هذا الوطن الذي يحمل كل الحب والوفاء لهذا الرمز الذي أحببناه جميعاً وافتخرنا به. أنت تنتظر.. ولكن هذا الانتظار يختلف عما سبقه في المرة الماضية انتظرناه وخرج يلوح لنا بيديه مبتسماً يصافح مستقبليه وأحبابه يكلمهم يتحدث إليهم.. ولكن هذه المرة لن نرى اليد الملوحة ولا الوجه الباسم بل غاب عنا كل ذلك.. بسمتنا غابت وتساقطت بدلاً منها الدموع.. وما أن رأينا والدنا الحبيب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وهو ما زال تحت العلاج شفاه الله.. ما أن رأيناه يسير نحو ملاقاة أخيه.. ولكن هذا اللقاء مختلف كان يشعر بقوته إنه عضده.. كان يشعر بقوة العزم لأنه يسانده ويحمل معه هموم شعبهما.. والآن فقده، فقد الأخ والعضد والمساند.. وما أن خرج الجثمان واقترب قائدنا الحبيب خادم الحرمين الشريفين مع إخوانه وأبنائه لا شعورياً أجهشنا بالبكاء وشعرنا بالألم يعتصر قلوبنا ونفوسنا عندما رأينا الألم يعتصر قلب قائدنا من خلال عيونه الدامعتين وحزنه الشديد لفقد هذا الرمز الكبير ليس للوطن فحسب، بل للأمة كلها.. فقده خسارة كبيرة وكبيرة جداً سلطان الخير اسم على مسمى لرجل قدم الخير بكل أشكاله، ساهم بمجهوده وماله وسلطانه في كل عمل خيري وإنساني، الكرم والإحسان ينبعان من داخله، شخصية قريبة من القلوب.. مؤثرة، أعطاه الله القدرة ليكون رجلاً مهيباً في قاعدته العسكرية وإنساناً عطوفاً يحمل كل معاني الإنسانية. أنت فعلاً يا سلطان أمة في رجل.. أياديك البيضاء ولمساتك الإنسانية طالت كل مكان في بلادنا والعالم العربي والإسلامي، تواضعك، إنسانيتك، كرمك، حبك للصغير والكبير، الغني والفقير، المريض، جعل الجميع يبكيك ليس في المملكة فحسب، بل في كل بلد وصلت أياديك البيضاء إلى فقرائه ومرضاه ومعاقيه.. لا نستطيع أن نحيط ونحصر فضائلك يا سلطان الخير، ويكفي أن نقول إذا أحب الله عبداً جعل له قبولاً في الأرض.. فألقى الله محبتك في قلوب الناس.. وإن شاء الله يجعلك مقبولاً.. محبوباً.. في الآخرة كما كنت في الدنيا. تعازينا الحارة لوالدنا العزيز القائد الحنون الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع دعواتنا الصادقة لله تعالى أن يلهمه الصبر والسلوان وأن يمن عليه بالشفاء العاجل.. كما نتقدم بتعازينا الصادقة إلى أصحاب السمو الأمراء والأميرات أبناء الفقيد الغالي وإخوانه والأسرة المالكة الكريمة داعين الله أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أسرته وشعبه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. ورحم الله جسداً نقياً طاهراً في ثرى العود مدفون.