قال رئيس المجلس التنفيذي بالغرفة التجارية بمحافظة وادي الدواسر الأستاذ عبدالرحمن بن محمد المسيب أن سمو الأمير سلطان - رحمه الله - جبل على المكارم كلها منذ صغره وريعان شبابه، سارداً ل(الجزيرة) قصة دارت أحداثها قبل 70 عاماً رواها عن والده - رحمه الله - حيث قال: إنه صادف أن سمو الأمير سلطان شاهد ذات مرة -وكان حين ذاك لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره- مرور رجلين يتخاصمان وقد أمسك أحدهما بتلابيب الآخر وكان رجلاً مسناً مطالباً إياه أن يسدده ديناً عليه فوقف ذلك الشاب الشهم وسأل عن سبب المشكلة فأجابه الدائن «إن لي عند هذا الرجل مبلغ وقدروه 40 ريالاً - وكانت من الفضة حينذاك - ولن أتركه حتى يسدد المبلغ أو آخذه إلى الشرطة، فمنذ مدة وأنا أبحث عنه ولم أجده إلا هذه اللحظة». عندها طلب من الرجل ترك هذا المسن والتزم بأن يسدد له المبلغ في دهشة الجميع من ذلك الشاب الكريم الشهم صاحب النجدة والنخوة العربية الأصيلة وهما لم يعرفاه، وما هي إلا دقائق حتى أحضر ذلك الشاب اليافع المبلغ ودفعه إلى هذا الرجل وترك المسن في حال سبيله وهو يلهث بالدعاء لذلك الشاب الكريم السخي. إنها قصة من مكارم ومآثر سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله. فرجل هذه صفاته وهو في ذلك السن يعجز القلم عن حصر مآثره وأعماله في بقية حياته، ولا عجب فقد وصفه أخوه سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز بأنه (مؤسسة خيرية متنقلة)، فلسموه الكريم جهود مخلصة في خدمته لأمته والذود عن حياضها وتنمية المناطق والمحافظات وخدمة المجتمع في كل المجالات الدينية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والتعليمية والصحية، فجزى الله الأمير سلطان عن شعبه خير الجزاء وغفر الله له ولوالديه، وجعل كل ما عمل في موازين حسناته، وأدام الله على هذا الوطن أمنه واستقراره وحفظ الله ولاة أمره.