تمثل وفاة سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز خسارة كبيرة، ليس للمملكة فقط، بل للأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع؛ فهو رجل السياسة والحكمة والإنسانية والهيبة المتواضعة والقلب الرحيم، رجل خدم دينه وملوك هذا البلد والوطن والمواطنين عامة، كيف لا وهو خريج مدرسة الملك المؤسس، ونال ثقته في سن مبكرة، ثم ثقة إخوانه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله -، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - أمد الله في عمره -، وشاركهم في بناء هذا الوطن في جميع ما أوكل إليه؛ فهو ركن من أركان هذا الوطن, ورجل في أُمَّة، لا يختزل في مجال واحد. وبحكم رئاسته لوزارة الدفاع والطيران فقد أبرز صرح القوات المسلحة إلى ما وصلت إليه اليوم حتى أصبحت قوة يحسب حسابها في المنطقة، ولم يغفل - رحمه الله - استفادة المواطنين من القوات المسلحة في مستشفياتها الموزَّعة في أنحاء المملكة وإخلائها الطبي ومدارسها، وكذلك خدمتها لحجاج بيت الله وتوعيتهم ومساندة الأمن العام. أما إنسانيته فيعجز اللسان والقلب عن إحصائها؛ فقد جُبل عليها، ولا يختزل عمله الخيري في مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية؛ فهو قبل أن ينشئ هذا الصرح الإنساني كان حتى آخر أيام حياته صاحب أيادٍ بيضاء على الفقراء والمعوزين والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة؛ فكم عالج داخل المملكة وخارجها من مريض، وكم أسكن وكم درس على حسابه الخاص من مواطن حتى أصبح منهم مسؤولون في القطاعَيْن العام والخاص، وكم مسجد أقامه أو أكمل بناءه، وكم أرسل من قوافل غذائية للداخل والخارج، وكم كفكف دمعة يتيم ومعوز.. فأفعاله - رحمه الله - كثيرة وكبيرة بكبر سلطان بن عبدالعزيز الإنسان. لقد خسر الوطن والمواطنون قائداً فذاً، ولا نقول إلا أن عزاءنا بوجود سيدي خادم الحرمين الشريفين وأشقائه - أدام الله عزهم -. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . (*) الوزير المفوض بالقنصلية السعودية في لوس أنجلوس