كم أنت رائعة يا بلادي، كل شيء فيكِ ومنكِ وسام عز على صدري، وتاج فخر على رأسي، طالما جسدت معاني الإخاء، فكم كفكفت دموع يتامى المسلمين ومسحت على رؤوسهم وواسيت كل أرملة وثكلى لهم، وكم نصرت ونافحت عنهم، وكنتِ البلسم الشافي والدواء الناجع لجراحهم وأسقامهم، ولا تزالين الصدر الحنون الذي لا يمل مع كثرة من يلوذ به بعد الله، والنبع المعطاء مع كثرة الأكباد العطشى التي ترد عليه، مشاعري فيك مجروحة فأنتِ مني وأنا منكِ، تلك مشاعر يا بلادي ما كان لها أن تغيب عني وأنَّى لها أن تغيب!! فأنتِ قبلة الإسلام وفيكِ مسجد خير الأنام صلى الله عليه وسلم، جناب التوحيد فيكِ مصان، فليس في ربوعكِ قبر يعبد، ولا شجر يعظم، ولا حجر يطاف به، يؤمر فيكِ بالمعروف، وينهى فيك عن المنكر، وفضلك عليَّ بعد الله كبير، أبعد ذلك كله تغيب عني تلك المشاعر!؟، بل إنها تتجدد كلما هبت نسائم عطائكِ فتدغدغ بُنيات فكري اللاتي يشرفن قلمي بترجمة ذلك فينساق في شوق وقد شحذ همته وكله شرف بكتابة مشاعره هذه بعد نهاية حملة تبرعات لاجئي وشعب أفغانستان، فقد جاءت ساعتها التي بلغت اثنتي عشرة ساعة في كل ثانية منها صورة من صور التلاحم في بوتقة الاخوة الإسلامية فكل شيء يذكرك بنصرة هذا الدين وبالمعنى العملي ماذا يعني الجسد الواحد فقد هب الجميع دون استثناء لدعم هذه الحملة يقودهم رائد الخير والعطاء والنماء خادم الحرمين الشريفين بمبلغ 34 مليون، بل وقد تجلت صور رائعة من صور العطاء كل على قدر طاقته وسأركز على صور رائعة كان لها الأثر الكبير في نفسي فهذه فتاة تتبرع بنصف مهرها، وآخر بسيارته الخاصة، وطفلة بخاتمها، وطفل بحصالته وما فيها، وهذا بثلاجة، وذاك بتمر، وأخرى بحليها، ومطلقة في موقف مؤثر بمبلغ خمسين ريالاً لا غير هو كل ما تملكه!!، بتلك الحملة الخيرة التي ليست غريبة علينا في بلد العطاء والنماء والإخاء. نقول للعالم كله أننا وبكل هدوء ندعو في جو إيماني رباني على هدي من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم كل من يصل إليه صوتنا الى المسارعة إلى نجدة اخواننا لاجئي وشعب أفغانستان فنذكر عبر منبر إعلامنا المرئي تلفزيون المملكة العربية السعودية الناس ونرغبهم في الصدقة ونحببهم إليها فنذكر بقوله تعالى: (إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم)، وقوله تعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «أيما مسلم كسا مسلماً ثوباً على عُري كساه الله تعالى من خُضر الجنة وأيما مسلم أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله تعالى يوم القيامة من ثمار الجنة وأيما مسلم سقى مسلماً على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم»، في وقت ثمة فيه منابر إعلامية أخرى لا شغل لها إلا إثارة الفتن والتشويش على الناس والارجاف في الارض دون أن تقدم لقمة تسد بها رمق أفغاني جائع أو شربة ماء تطفئ ظمأه أو كساء يستر امرأة أفغانية أو دواء يعالج فلذة كبدها. أدام الله عزك وطبت بلادي وطاب ممشاك وتبوأتِ من المعالي منزلاً.