بركوك بقامته المهيبة؛ جبل النباتات العطرية ونسمات العليل الندية حيثما ولى بك البصر من قمته في جهاته الأربع لا ترى إلا حسناً.. طبيعة بكر ومنظومة بيئية متكاملة تتباين تفاصيل مشاهدها بين الدهشة والإعجاب والإبهار.. تتناغم جميعها في روعة المكان والزمان. سفوح الجبل تكسوها عشرات النباتات العطرية المتنوعة التي لم يزرعها الإنسان، وأراضيه تحف بها مزارع الذرة بعذوقها التي ناءت عن حملها بحب أبيض يضاهي شعاع الشمس، فيما تتمايل على مطلاته غصون أشجار البن المثمرة. وبركوك يعد من أجمل الواجهات السياحية في المملكة العربية السعودية، ومن أشهر جبال تهامة عسير ويرتفع عن سطح البحر أكثر من ألفي متر، ويبعد عن محافظة محايل ما يقارب 36 كيلاً وتحيط به أودية مياهها دائمة الجريان أكبرها وادي الغيل ويتبع محافظة المجاردة. وأخذ الجبل اسمه من نبتة البرك العطرية ذات الرائحة النفاذة الزكية التي تنتشر بكثرة.. ويقال إن اسمه جاء تشبيهاً لشكل الجمل عندما يكون باركاً. ويتوقف الإنسان كثيراً عند مجموعة من الصخور الكبيرة التي كان الأهالي منذ مئات السنين يتخذونها بيوتاً وأماكن مراقبة لحماية مزارعهم ولازالت شاهدة على قدرة الإنسان التكيف مع الطبيعة ومن أجملها صخرة ارتفاعها سبعة عشر متراً بعرض اثني عشر متراً، لها مدخلان من الأسفل والأعلى، وتقع على حافة قاطع صخري يطل على منحدر شديد الانكسارات.. فسبحان من يمسكها أن تقع. وأوضح أحد سكان بركوك عبدالرحمن الشهري أن الجبل يضم مجموعة من القرى الريفية الجميلة، ومنها الثبت وهده والشفاء وحدان والجارة والصدارة.. ويمتاز بتكويناتها الطبيعية وأشجارها المعمرة مثل الغفا والزيتون البري والعرعر؛ إلى جانب ما تجود به مزارع الجبل بصفة عامة من الحبوب كالبر والدخن والذرة والشعير والخضروات على أوقات مختلفة من العام. وأضاف في حديثه: إن بركوك يعد ملاذاً آمناً حتى اليوم للكثير من الحيوانات البرية وفي مقدمتها النمر العربي الذي شوهد أكثر من مرة والغزلان والذئاب والوشق والوعول والأرانب والوبران.. وهناك مجموعة من الطيور التي تتواجد باستمرار مثل الحجل والسمان والدرج والقهابى، وأسراب من الطيور المهاجرة خاصة في فصل الصيف. وكشف الشهري وجود مزارع للبن في قرية حذان حيث يوجد مزارع يطلق عليها (الواغن) تثمر فيها عشرات أشجار البن، وتبشر بمحصول وفير كما يمارس الأهالي هناك حرفة الرعي حيث تنتشر قطعان الماعز بأعداد كبيرة.