جزماً أن نظراء معمر القذافي من الطغاة الآخرين الذين يواجهون غضب وثورة شعوبهم لم يجد النوم طريقاً لهم مساء الخميس، ليلة الجمعة؛ فجميعهم ينتظرهم مصير مشابه لما انتهى إليه القذافي وغيره من الطغاة. القذافي الذي طغى وتجبر، وارتكب كل الآثام التي لم تقتصر على الليبيين ولا على العرب ولا الأفارقة، بل نالت شروره الأوربيين والأمريكان وحتى اللاتينيين، انتهى به الأمر يتوسل من كان يصفهم بالجرذان، كأنه جرذ، منكوش الشعر زائغ العينين يتوسل الثوار «شو صار.. أنا القذافي.. لا تقتلوني يا أولادي»، هذيان من رأى الموت، وهو الذي كان يذيقه للآخرين دون أن تطرف عيناه.. هكذا هم الطغاة في أوج سلطتهم، يحسبهم مَنْ يشاهدهم جبابرة لا يلينون، وعندما يسقطون تراهم جبناء، ويتوسلون البقاء على قيد الحياة من الذين كانوا يحتقرونهم! كان القذافي يصرخ في معقله في العزيزية (مَنْ أنتم؟)، وعند لحظة مواجهة الحقيقة عرف مَنْ هم ثوار الشعب الليبي الذين طاردوه كما أراد بيتاً بيتاً، زنقة زنقة، حُفْرة حُفْرة، حتى قبضوا عليه؛ ليجسِّد الصورة التي أرادها لأفراد شعبه، جرذاً منكوش الشعر غارقاً في دمائه. هذه هي الصورة والنهاية البائسة لطاغية كان يحتقر كل مَنْ حوله، وينظر من علو إلى الآخرين، حتى إلى القادة العرب والمسلمين والأفارقة الذين هم أفضل منه خُلُقاً وعِلْماً وسلوكاً، ينتهي به الأمر إلى حفرة يُقْبَر بها، لا أحد يعرف مكانها. هذه هي النهاية.. ألا تجدر بأن تكون عِبْرة لمن لا يزال يسير على نهجه، ويكرر أفعاله ضد مواطنيه؟! القذافي جرَّ الويل لأهله ولأقرب الناس إليه، إلى أبنائه الذين قُتل بعضهم، والآخرون ينتظرون مصيرهم المحتوم؛ فهم ما بين مطارَد ومصاب جريح، ينزف، وينتظر ساعة الخلاص متمنياً ألا يقع في أيدي الثوار فيردوا لهم الصاع صاعَيْن مما واجهوه من إهانة وتعذيب. وهذا المصير حتماً سيواجهه أبناء وأقارب الحلقات القريبة من الحكام الطغاة، الذين يواجهون غضب وثورة شعوبهم. متى ستكون نهاية القذافي البائسة عِبْرة ودرساً لكل هؤلاء الطغاة والحكام الذين فقدوا ثقة شعوبهم؟! لا أظن فالسلطة وباء وإدمان أخطر من إدمان المخدرات.. وباء لا شفاء منه إلا بنهايات بائسة كالتي حصلت للقذافي.