فاصلة: ((إذا غضب أحدكم فليصمت)) - حديث شريف - طلب عشرة أعضاء في مجلس النواب البحريني في أول جلسة منه قبل يومين إسقاط عضوية أحد النواب لشتمه النائبة التي ترشحت بالتزكية وذلك في ردهات مجلس النواب. ومن المهم ذكره أن النائبة لم تصمت أو تتجاهل شتائم النائب النابية، بل بصقت في وجهه وصرحت بأنها سوف تقاضيه في المحكمة. الخبر يحمل أبعاداً مختلفة لقراءة علاقة الرجل بالمرأة الناجحة وعدم تقبله لمفهوم الندية في العمل كما يتضح من تفاصيل الخبر الاختلاف الكلي لردة فعل المرأة عن الصور النمطية التي يقدمها الإعلام العربي للنساء سواء عربيات أو خليجيات. لكن بعيداً عن النظريات النسوية ووفق الإطار الإنساني، فالإنسان ابن بيئته، وما دعا النائب إلى التهجم على النائبة ليس كونه رجلا إنما أفكاره التي تربى عليها بأن من حقه أن يعبر عن رأيه بشتّى الطرق حتى وإن كان فيها تعدٍّ على حقوق الآخر. كما أن سلوك النائبة في تصرفها مع النائب لم ينتج عن كونها امرأة، بل عما تعلمته في أسرتها بألا تسكت على من يتهجم عليها وهو سلوك جيد بصرف النظر عن مكوناته التي تقترب من العدائية. ورد الفعل يصدر من الشخصيات المستقرة نفسياً على أي فعل لا يعجبه لكن لولا البصق لكان سلوكا معتدلا. كان بإمكان النائب ألا يشتم النائبة بلفظ «ساقطة» وكان بإمكان النائبة ألا تبصق في وجهه. ولكن لماذا حدث ذلك؟ من وجهة نظري أن حداثة تجربتنا كخليجيين في البرلمانات أو مجالس الشورى ليست هي السبب، ففي دول العالم المتحضرة يتعارك النواب. لكننا أمام موقف تتجلى فيه أثر المفاهيم والمعتقدات التي لا تتغير بسهولة سواء كان الإنسان بسيطاً أو شخصية عامة.