لا يعلم كتاب المقالة في صحفنا الحبيبة أو على مستوى الصحافة العربية التي تشاركنا دعم الفنون التشكيلية خصوصا من لهم مكانة وتقدير وتاريخ وقيمة فكرية ومتابعين، ما يحمله التشكيليون تجاههم من مشاعر السعادة والغبطة حينما يرون الاهتمام بشئونهم وشجونهم ومنحهم مساحة من مقالاتهم للحديث، إشادة كانت أو وقوفا مع مطالبهم وما يمكن أن تحدثه تلك المقالات من ردود فعل إيجابية واستجابة من قبل المسئولين عن الفن التشكيلي دعما للمطالب التي بحت حلوق التشكيليين لتحقيقها ولم تبلغ مرادها أو يتحقق لها إلا جمعية تمد يدها استجداء للدعم. هذا الاهتمام من الكتاب يؤكد إيمانهم أن هذا الفن وفنانيه شركاء في بناء الحضارة والارتقاء بذائقة المجتمعات أضفوا به فكرا وموقفا لا يحتاج لمترجم أو مفسر. قلم يقف على الجرح والحقيقة أن ما سنستعرضه خلال هذا الموضوع ليس جديدا أو طارئا بقدر ما يشكل قضايا أزلية إلا أن ما جاد به قلم الأديبة والكاتبة هدى المعجل من إشارات في زاويتها (بلا تردد) بعد اطلاعها على مقال للزميل عبد الرحمن السليمان من رواد الفن التشكيلي ومن لقاء مع فاطمة الشهري من الجيل الجديد ما كشف أن مطالب التشكيليين لا زالت لم تتحقق مع تتابع الأجيال وتكاثر المنتسبين لهذا الفن، مشيرا إلى مقال الزميلة هدى للاطلاع على ما استخلصته من متابعتها للساحة على رابط (http://result.al-jazirah.com.sa/20110907/ar4d.htm)، لمعرفتي أن التشكيليين أقل قراءة.. تعليم التربية الفنية استشهدت الزميلة هدى إلى أن إقفال معهد التربية الفنية وفتح أقسام لها في جامعاتنا لم يغير حال الساحة التشكيلية، ونحن إذ نوافق الزميلة هدى رأيها ورأي من نسبت لهم المعلومة مع ما نضيفه من معلومة تتمثل في أن هناك اختلافاً كبيراَ بين مستوى من تخرج من معهد التربية الفنية وبين من تخرج من أقسام هذه المادة في الجامعات خصوصا في جانب القدرات والخبرات بين هؤلاء وأولئك فقد حظي معهد التربية الفنية بمعلمين للرسم والتصوير التشكيلي (في الدفعات الست الأولى) من الفنانين المعروفين في بلادهم من مصر والعراق والسودان من خريجي (أكاديميات فنون جميلة) جعل المعهد أقرب إلى أكاديمية تخرج فنانين أكثر منهم مدرسي تربية فنية واعتماد المعهد على اختبارات قبول لا يتجاوزها إلا ممتلك الموهبة، والمقارنة متاحة لأي مشكك في هذا الاستشهاد، لكننا مع القول إن المعهد والأقسام في الجامعات مع ما كان يمتلكه المعهد من قدرات خاصة ومتخصصة لا يغني عن وجود أكاديميات للفنون الجميلة (الحلم) لتقديم التأهيل الفنانين باستخلاص أصحاب المواهب من بين الهواة وتطويرها على أسس صحيحة.. نقاط على الحروف أما عن (قلّة المقتنين للوحات الفنانين) فيمكن القول إن بعض ما مرت به الساحة من تنوع وتبدل وقولبة كانت سببا في عدم وضوح معالمها بين لوحات تسجيلية واقعية الكثير منها معاق ومشوه، الهدف منها تعريف المشاهد العام بقدرة من نفذها، بحثا عن إشادة أو جائزة أو ثمن بخس، مرورا بانتشار غير مدروس أصبح فيه الفن التشكيلي أقرب إلى نشاط ( طقاقات الأفراح ) تجده في كل زاوية و رصيف و سوق، أو على هامش فعالية باهتة، مما أدى إلى تراجع نظرة المجتمع المقيم للفنون والمطلع عليها عالميا ممن لديه القدرة على التمييز والمقارنة وتقدير العمل الفني وبين ما يشاهده من ابتذال. أما ما أشارت إليه من (شحّ الدعم من قِبل القطاع الخاص) فكل السبل قد طرقت لكن الأمر يتعلق بالمردود الذي سيجنيه القطاع الخاص من الفن التشكيلي مقارنة بدعمها لمسلسل تلفزيوني يشاهد يوميا ويمرر فيه إعلاناته. مع أن هناك بعض المؤسسات الغير ثقافية تمت الاستفادة منها من قبل البعض ممن لا يهمه المصدر، فالغاية تبرر الوسيلة لارتباط ذلك الدعم بوضع إعلان المنتج ذاته فقد يكون غذائياً لا يليق بإبداع فكري وثقافي. أما عن (عدم وجود اهتمام من وزارة الثقافة أو جمعية الثقافة) فالأمر يتعلق بالفنانين أنفسهم وحجم ما يطالبون به من تلك المؤسسات، إضافة إلى مستوى من يطالب بالدعم في وقت تفتقد فيه آلية التصنيف بين هاوٍ للفن أو قاصر تجربة وبين فنان حقق مستوى فني وحضوراً وعمر زمني وتاريخاً..مع أن الفنان الحقيقي والباحث عن تحقيق حضوره يبدأ بخطوات هادئة فالأزهار تنبت بأقل قطرة ندى. أما عن (نفي وجود صالات تشكيلية مفعّلة) فالحكم غير منصف وتحديد تلك القاعتين لا يمكن اعتبارهم معياراً فهناك الكثير من القاعات في مختلف مدننا الرئيسية يجهلها من أدلى بتلك المعلومة،.أما المشاركات الخارجية للفنانين وخضوعها الشللية - وأن الأعمال لا تعود، وإنْ عادت فبحال يرثى لها. - فهي تختلف من فنان لآخر وحالات لا تحسب ظاهرة مع الوقوف عند موضوع المشاركات الخارجية التي يعاد النظر فيها الآن وبشكل جاد..