اقتحمت قوات الأمن السورية أمس الأحد عدة مدن وقرى وواصلت حملات المداهمة والاعتقال في عدد من المدن السورية فيما أطلقت النار على مشيعي ناشط, حسبما أفاد ناشطون. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن «قوات الأمن في دير الزور أطلقت الرصاص الحي على مشيعي الناشط في المرصد زياد العبيدي الذي تحولت جنازته إلى مظاهرة شارك فيها نحو سبعة آلاف شخص مطالبين بإسقاط النظام». وفي ريف دمشق، قال سكان ونشطاء إن آلافا من القوات السورية تدعمها المدرعات فتحوا النار على بلدة الزبداني على الحدود مع لبنان أمس الأحد بعد يوم من قتال شرس في المنطقة بين منشقين عن الجيش وقوات موالية للرئيس بشار الأسد. كما أكد المرصد «اعتقال نحو 19 شخصا في مدينة الضمير» التابعة لريف دمشق. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن «قوات الأمن والجيش تقطع أوصال الزبداني ومضايا بالحواجز» مشيرة إلى «اقتحامات للبيوت وتكسير للأبواب والأثاث واعتقالات عشوائية تترافق مع إطلاق نار كثيف في كافة أنحاء المدينة». وفي ريف حمص (وسط)، أضافت اللجان أن «عناصر أمن وشبيحة تقوم بمؤازرة الجيش بتنفيذ حملة مداهمات واعتقالات في قرية تير معلة وقرية الغنطو وسط إطلاق النار عشوائي». وتابعت «تشن قوات الأمن حملة مداهمات للمنازل وتنفذ اعتقالات واسعة في بلدة الدار الكبيرة (شمال غرب حمص) وسط إطلاق نار كثيف عشوائي». وفي ريف درعا (جنوب)، أشارت اللجان إلى «إضراب عام للمحال التجارية وجميع المدارس في داعل أمس (الأحد) لليوم الثاني على التوالي احتجاجا على القمع وحدادا على أرواح الشهداء». وذكر المرصد أن «إضرابا عاما في مدينة داعل جرى أمس (الأحد) احتجاجا على قمع التظاهرات باستثناء الأفران وبعض البقاليات والصيدليات» لافتا إلى أن «الصمت يعم المدينة». من جهة اخرى أعلنت الحكومة السورية أنها ستعيد النظر في الاتفاقات العربية والدولية لتقييم تأثيرها على الاقتصاد السوري. وأقر وزير الاقتصاد والتجارة السوري محمد نضال الشعار بأن بلاده «تعيش أزمة سياسية واقتصادية وهو الأمر الذي أثر على النشاط الاقتصادي»، كاشفا أن الحكومة ستعيد النظر في الاتفاقات العربية والدولية. وقال الشعار في حديث لجريدة «البعث» الحاكم نشرته أمس الأحد :»نحن بصدد إعادة النظر بالاتفاقات والعلاقات الخارجية لضمان مصلحة الاقتصاد السوري الكلي .. نحن لا نسعى إلى الانتصار تجاريا على أي طرف ، بل نسعى إلى التكافؤ فيما بين الأطراف .. وسنبدأ قريباً في جولات تفاوضية لتحقيق العدالة الاقتصادية». وعما إذا كانت إعادة النظر تشمل «العلاقات العربية وإعادة النظر باتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى» ، قال وزير الاقتصاد السوري :»هناك بعض الاختراقات وتزوير شهادات منشأ، لذا لابد من توجيه النظر إلى أن ما يجري ليس في صالح العلاقات العربية العربية». وعن ملف الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية في ظل الظروف الداخلية والعقوبات الأوروبية ، قال الشعار :»لا أرى أهمية في الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية لا حالياً ولا سابقاً ولا مستقبلاً « وأضاف أن الأولوية هي لتقوية ونضوج الاقتصاد السوري قبل أن ينخرط في اتفاقات تنعكس على أدائه ونموه ومستقبله سلبا. إلى ذلك أكد المحامي ميشيل شماس أن القضاء السوري أفرج أمس الأحد عن المعارض البارز مازن عدي المعتقل منذ 11 مايو بكفالة مالية ومحاكمته طليقا بتهمة «النيل من هيبة الدولة». وذكر المحامي أن «محكمة الجنايات الثانية في دمشق قررت أمس إخلاء سبيل القيادي في حزب الشعب الديمقراطي مازن عدي بكفالة مالية وقدرها 30 الف ليرة سورية (600 دولار أميركي)».