المكرم رئيس تحرير صحيفة الجزيرة - تحية طيبة.. وبعد: اطلعت على الخبر المنشور في صحيفتكم يوم الثلاثاء 13-11-1432ه والذي ورد فيه (المليك يوافق على إقامة مؤتمر عن الأمر بالمعروف) وتعقيباً على ذلك أقول إن الحسبة هي هيئة دينية تقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستمد أحكامها ومبادئها من الإسلام الحنيف وقد قامت عليها بلادنا الغالية منذ نشأتها والحسبة أمن وأمان للأمة الإسلامية، وحفاظ لها من الهلاك والضياع والانحراف وانتشار المفاسد، وفيها حفاظ على محارم الله من الانتهاك وحماية لدين الله من التحريف أو التعطيل أو انتشار البدع ومحافظة على محارم الناس وحقوق المسلمين العامة والخاصة لكي تنشأ دولة إسلامية آمنة مطمئنة يكتب لها الثبات والاستقرار والاستمرار.. ولكي تنشأ أمة مستقرة يكتب لها الثبات والاستمرار في ظل تعاليم الوحيين الكتاب والسنة، ويعم أفرادها المحبة والتناصح والأخلاق السامية، أمة إسلامية أثنى الله عليها بالإيمان والخير والفلاح فقال الله تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ (110) سورة آل عمران، وقال تعالى: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) سورة آل عمران، وقال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان). والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة الرسل عليهم السلام، وهو درجات متفاوتة على قدر استطاعة المسلم، وهو واجب ديني على كل مسلم كما ورد في النصوص الدينية بصيغة الأمر وذلك من خلال سلطته ومكانته أو قدرته. وإذا عُطل الأمر المعروف والنهي عن المنكر أوشك الله أن يعم الناس بالعذاب الشديد والمصائب والأمراض التي لم تكن موجودة في أسلافهم السابقين، فعذاب الله إذا نزل بقوم عمَّ الصالح والطالح قال الله تعالى: وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) سورة الأنفال، ويقول صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً من عنده ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم). ورجل الحسبة يجب أن تتوفر فيه صفات سامية كإخلاص النية لله في عمله والحكمة والعلم في الأوامر والنواهي كي يدعو إلى الله على بينة قال تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (125) سورة النحل، واستخدام أسلوب الرفق والحلم واللين لكسب القلوب والنفوس. وأخيراً ينبغي تكاتف الجهود مع رجال الحسبة، وأن نقدر دورهم الريادي، وتحفظ لهم مكانتهم، وألا نقدح فيهم، فهم بشر يصيبون ويخطئون، وأن يؤدي المسلمون أمانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جميعاً، الرئيس والمرؤوس والعالم والطبيب والعامل والجندي، والذكر والأنثى وألا تقتصر على أفراد معينين. عبد العزيز السلامة - أوثال