عندما نمعن النظر في المجلات والصحف نجدها مُلئت كتابة وكتابها كثر، ولا تجد صفحة من جريدة أو مجلة وقد تركت فارغة. فيا ترى لماذا هؤلاء الكتاب يكتبون.. هل لأنها هواية، أم لكي يقال عنه كاتب، أم لأنه رأى امراً يجب أن يعلق عليه لتصحيحه، أم لسبب خاص به، أم لحرفة، أم غير ذلك؟! كل ذلك وارد ومحتمل. فهل يا ترى هذا صحيح أم أنه فعل خاطئ، فمن ينظر في جميع البشرية يجد أن لهم مبادئ وأسساً ولكن هل هذه المبادئ والأسس صحيحة وإذا كانت صحيحة فهل هو مقتنع بها؟ مثلاً: عندما كنا صغاراً كان أبي وأبوك يأمُراننا بالصلاة، كنا نذهب للصلاة لأن آباءنا أرادوا ذلك وليس لأن الله عز وجل أمر بذلك. ولكن عندما كبرنا لم ننقطع عن الصلاة، بل نذهب للصلاة خوفاً من الله عز وجل واستجابة لأوامره وليس طاعة لآبائنا. فلننظر إلى أنفسنا نحن الكتاب ولنسأل أنفسنا: لماذا نكتب، وبماذا نكتب، ومتى نكتب؟! فإذا كانت اجابتنا عن قناعة فعند ذلك نحن كتاب وإذا كانت إجابتنا عن غير قناعة، فحين ذلك نحن قراء (لأن الكاتب يؤثر) ولن تجد كاتباً غير مقتنع بما كتب قد حاز على كم كبير من القراء. وفي هذه الحال هو الذي يقرأ مقاله فقط. وليس أنا أو أنت. ولهذا السؤال كتبت. هياف ناصر علي الهياف