كلما حان موعدنا مع الاحتفاء بيومنا الوطني كلما وقفت هاماتنا شامخة ترنو إلى مستقبل مشرق وواعد.. فنحن أمام حالة من حالات التاريخ تعيد حسابات الأيام، ويكون لشجنها أهمية خاصة نراها ماثلة في ملامح الأرض والبشر، تفوح بها عبق حضارة الأمة. لأنها أخذت طابع التفرد في تأسيس اللبنة الأولى لبناء هذا المجد الشامخ المترامي الأطراف، وفق منظومة الوحدة والتوحيد شعار العقيدة الإسلامية ودستورها الخالد منهج الحكم في هذا البلد المقدس الذي قاد وحدته الملك الرمز المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود معجزة التاريخ في القرن الرابع عشر الهجري ابن الجزيرة الذي استطاع أن يعيد صياغة هذا الوطن بتطلع غير مسبوق. ففي ذكرى توحيد وتأسيس الوطن السعودي مضامين تاريخية وحضارية وإنسانية شديدة التميز والتفرد. كما أن ميلاد الكيان الوطني السعودي كان حدثاً استثنائياً في قيمه ونتائجه وانعكاساته على المكان والإنسان. ولعل الأحداث عبر قرون مضت والصراعات الدامية وذكراها المؤلمة وما أفرزته من دمار في المجتمع كان لها الأثر البالغ في تأكيد هذا اليوم التاريخي الذي وطّن الأمن والوحدة والتآلف والتآخي بأجمل صوره الإنسانية في سباق مستمر مع المنجز الحضاري الذي جعل المملكة في طلائع الأمم بثقافة متحضرة ووعي يستوطن أبجدية العمل الجاد. تحت ظل قيادة تدعو للسلام وتخدم الإسلام وتسخر كافة طاقاتها لذلك، وشعب غيور على قادته ومقدراته ووطنه. لتبقى وحدتنا الوطنية راسخة لا تتزعزع، وبلادنا واحة أمن وأمان.