يوم الجمعة الخامس والعشرون من شوال لعام1432 ه الموافق 23 سبتمبر 2011 م الأول من برج الميزان , يوم يصل ماضينا المجيد بحاضرنا الزاهر ومستقبلنا المشرق بإذن الله , يومَ تأسست البلاد وتوحدت وتآخت , يومٌ أشرقت فيه شمس الأمن ,والاطمئنان , وبزغ فيه التفاؤل , يومٌ رفرف فيه علم الوحدة في ربوع المملكة , يومٌ واعدٌ , باسمٌ لبناء وطن عظيم , وحلم كبير, يومٌ حمل لنا من خلال دقائقه وساعاته أن الفأل والأمل آتٍ بإذن الله ثم بعزم همة الرجال وعظمة التضحيات , يومٌ هو واسطة العقد بين الماضي والمستقبل , رسم لنا بريشته ومنحناه التطوري أن كل يوم لنا فيه حضارةٌ وتقدم , تتسارع الأيام لتمنح ذلك اليوم معطيات في التربية والتعليم والصحة والتجارة والزراعة والحضارة والعمران والطرق والمواصلات , وفي بناء الإنسان عقلاً وخلقاً ونمواً وفكراً ومنهجاً ,تتسابق الأيام لتكرم يومنا الوطني بما يصنعه قادة بلادنا , فمؤسسها الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – وحدها وأرسى قواعدها وبنى أركانها على قواعد ثابتة وفق عقيدةٍ شرعيةٍ غراء ,ومنهجٍ حضاري ,وتوالت المعطيات من ملوك المملكة العربية السعودية الملك سعود ثم فيصل ثم خالد ثم فهد – رحمهم الله – حتى هذا العهد الذي بدأت دقائقه وساعاته تهدي يومنا الوطني من الأمجاد ,والحضارة ,والتقدم ما نشهده ونلحظه لحظة بلحظة, جامعات هنا وهناك ومراكز للأبحاث والدراسات ومنشآت للصناعة ومراكز للنمو الفكري والمادي. اليوم الوطني ورشةٌ تربوية ,ودرسٌ نموذجي , وورقة عملٍ , لما هو ماضٍ وات و حفاظٌ على مكتسباتنا الوطنية التي بنيت وتراكمت عبر 29565 يوماً من العمل والانجاز. هذه الحضارة التي نعيشها ونتعايشها ونتنفس برئتها جهدٌ وكفاحٌ وعطاءٌ بلا حدود, اليوم الوطني يومٌ يتسابق المتسابقون ويتنافس المتنافسون لإهدائه وإلباسه أجمل الحلل وفاءً لما قدم فيه المخلصون, يومٌ ماضيه مجيد ومستقبلٌه مشرق , ما أن تبدأ بشائر هذا اليوم إلا ونبدأ نستنشق ونستشرف مستقبلنا الذي هو امتداد لماضينا , حري بنا أن نقف في ذكرى اليوم الوطني وقفة تأمل نستعيد فيها أبعاد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، - رحمه الله - وانعكاساتها على المجتمع أمناً واقتصادا, لقد غرس توحيد هذه الأرض الطيبة أول بذور النماء التي تشكل منها عصب الاقتصاد السعودي، فالأمن الوطني والاستقرار السياسي شرطان أساسيان للنمو الاقتصادي.فالمتتبع لمسيرة الاقتصاد السعودي لا يمكنه أن يُغفل الحنكة السياسية التي تمتع بها الملك عبدالعزيز وبُعد نظره ورؤيته الإستراتيجية.. اذ أدرك الملك عبدالعزيز أن تحقيق التنمية يتطلب تهيئة مناخ سياسي وأمني يكونان مصدرين لبناء اقتصادٍ واعدٍ،وأرسى بذلك التوجه , قاعدة سارت البلاد على نهجها لتشكل أكبر اقتصاد عربي في الوقت الحاضر.لم يكن مشوار النماء سهلاً، ولكن العزيمة أكبر استوعبت قطاعات صناعية وزراعية وخدمية خلقت منظومة متكاملة تجسد ملحمة تنموية سابقت الزمن، ورسمت معالم حضارية جمعت بين عبق الماضي وزهو الحاضر، وتهيأت للمستقبل بتطلعات واعدة.اليوم الوطني وقفة تأمل يُسترجعُ فيها مسيرة سنوات من البذل والعطاء تُشحذُ بها الهمم وتوقد العزائم . اليوم الوطني رمز يتمحور فيه كل جهد وكل عمل يفضي إلى إضافة لبنةٍ في البناء الشامخ الذي شكل أنموذجاً يحتذي للإنسان العربي في عالم يعج بالاضطرابات والتناقضات، ووقفةُ تأمل و تأكيد على مفهوم ومضمون هذا الرمز ومواجهة العالم بخطى واثقة تشق طريقها إلى المستقبل مرتكزة على إرث فكري وعملي يحمل بذور البقاء والنماء. يقيني أن اليوم الوطني شاهد على ما أنجزته الأيام والأيادي البيضاء والعطاء السخي , دمت يا وطن المجد باسماً , والى أيامٍ وطنيةٍ باسمةٍ مشرقةٍ بإذن الله .