تقوم الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، بدور رائد مستديم في تنمية علاقات الجامعة بالمجتمع, لذا تنوع أنشطتها في مواجهة الجهات المسؤولة, مع السائلين من المفكرين، والأفراد ذوي العلاقة بموضوعات المحاضرات, أو المؤتمرات, أو الندوات.., من الإعلاميين، والكتاب، والمسؤولين، من ذوي الاختصاص، أو ذوي المساس... وفي مساء السبت الماضي، كانت رعاية الشباب ممثلة في رئيسها العام، الشاب النشط النابه, أمير الشباب نواف بن فيصل بن فهد, في مواجهة مع تلك الفئات.. جلس على منبر المواجهة بروح وثابة, نحو طموحات كثيرة, أغلبها لا يزال ينبض في صدره، لكنها لم تصبح بعد على أرض الواقع تطبيقا، إذ تحدث عن المأمول، وقليلا تحدث عن الواقع.. إذ تظل رعاية الشباب باتفاق الجميع وهو بلا شك معهم، أنها تعنى كثيراً، وأضعافاً بالشأن الكروي وأنديته، عن رعاية المواهب المختلفة، وأنواع المناشط غير الكرة، التي من شأنها احتواء طاقات الشباب المهدرة في تعبئة الفراغ, بهبة أوقاتهم «للنت»، و»أجهزة الجوال»، والفضائيات, وملاحقة ما يجد, ويستجد في متاحاتها.. تلك التي أفسدت الوقت، وهدرت الطاقات, ولم تستقطبها برامج رعاية الشباب فيما يطيب، ويفرح.. ورعاية الشباب إن بسط الحديث في شأنها، من خلال وضع خط عريض أحمر تحت مسماها، فإنها مؤسسة معنية بفئة الشباب، الذين هم بحاجة للرعاية بسد أكبر، إن لم يكن الكل من حاجاتهم, بما فيها ثقافتهم، وتصحيح مفاهيمهم عن الوقت, وإشغاله، وعن المجدي, وأنماطه، وعن الذات, ومقدراتها, وعن القدرات, ومسارات إنمائها، وعن, وعن كل ما يتعلق برعاية هذه الفئة التي تناصفت هي ووزارة الثقافة والإعلام، مسؤوليتها عنها معا، فتقاسما الشأنين الثقافي، الذي يعوم مفهومه في دور الوزارة.., والرياضي الذي يغوص دور الرعاية في بحوره... ولئن كان مفهوم الرياضة يتسع ليشمل رعاية العقل أيضا، ورياضة النفس، ورياضة الجسم، فما قدمت رعاية الشباب للشباب من كل هذه الرياضة غير كرة القدم، وبعض آخر؟، لكنها لا تنال مثقال ذرة, مما تنال كرة القدم من الجهود، والأموال.. والأضواء،..؟ وروح التعصب لها، وسلوك التعبير التنافسي السالب نحوها..؟ إذ غدت تنحصر في فئات المحترفين، ولا تتسع للراغبين في الترفيه الأسبوعي، أو اليومي..؟ في وقت تلتهم النوادي الخاصة جيوب أي شاب يرغب في رياضة اللياقة، والقوى، والسباحة ونحوها.. في غياب نواد عامة, تتيحها هذه الجهة المسؤولة بأريحية للجميع..؟ يردني سؤال عندئذ: هل مفهوم نوادي الأحياء عند التنفيذ تأطر في الساحات الشعبية، التي هي لممارسة لعبة كرة القدم أيضا, أو إقامة الاحتفالات الموسمية فقط, أم إن مفهوم نوادي الأحياء يتخطى هذا، إلى تنفيذ مرافق شاملة لأنواع عديدة, مما يغذي العقول، ويصقل المهارات, ويؤسس لأجساد سليمة، ولأذهان نيرة..؟ وتستقطب أيضا جزءا من الوقت فتستثمره في هذه الفئة، لإمداد المجتمع بعناصر بشرية تساند في تنشئتها هذه النوادي، جنبا مع المدارس، والجامعات، ووسائل الإعلام، ومجالس الأسرة، بما تشمله من مكتبات فيها ومسارح داخلها..؟ تلك النوادي التي بعد لم توضع لبنة في أبنيتها, ولم تفتح نافذة في جدرانها، إذ لم تقم حتى الآن هذه الجدر في أبنيتها على أرض الواقع كما يتطلع لها..؟ إن مفهوم الرعاية ينضوي على الشمول.., وقد اقتصر دور رعاية الشباب ولم يتسع.. وإن مفهوم الشباب، أنه الفئة العمرية التي تحتاج، وتحتاج.......... ولا تقتصر على محترفي كرة القدم... لاسيما أن هناك عدم توازن, بين «الدور» لهذه الرعاية، و»الحاجات» لهذه الفئة.. وإن مواجهة أمير الشباب في الجامعة الإسلامية بالمدينة كانت مشرقة, لأنها ألقت بعض الأضواء على آمال مستقبلية.. يعتزم أن يقرها وينفذها دور هذه المؤسسة في مواكبة الواقع لما يؤمل منها.. أما الواقع, فلم يحظ في حديث أمير الشباب إلا بقليل مما كشف عنه، كدور رعاية الشباب في تمكين من يريد إقامة أنشطة على منشآتها, فإنها تقدمها بلا تردد، وغالبا ما يكون هذا حسب علمنا في استفادة المدن عند الأعياد, أو المناسبات الوطنية، من هذه المنشآت.. ثم دور رعاية الشباب في تمكين الأحياء, من مساحات تخصها كساحات شعبية، وهي غالباً كما نرى ليلعب فيها أبناء الأحياء كرة القدم.., أو الدراسة في ليالي الاختبارات.. لرعاية الشباب دور أيضاً في إقامة المعارض الفنية، والمشاركة في مناسبات رياضية، وهي في الغالب كما يعرف الجميع تنصب في محدودية من المناشط كالكشافة، وتبادل الخبرات في رياضة كرة القدم، والسلة والطائرة.., لكنها في الواجهة لم تحظ بالانفتاح, لاستقطاب جميع الشباب في برامج معدة، ومقننة، وتستهدف كل فرد منهم.. على الرغم من أن رعاية الشباب كانت تعنى بإجراء مسابقات ثقافية في كتابة القصص والرسم، وبعض المجالات التي تصدر من بعدها مطبوعات تشملها، وتقدم الجوائز لها، ويسهم من المحكمين لها في دور مشارك من أساتذة وأدباء ورعاة فكر، أذكر أنني أسهمت في تحكيم نصوص منها، ثم لم نعد ندري لِمَ توقف هذا الضخ في أوردة المواهب الشابة..؟ قبل أن تنتقل لوزارة الثقافة والإعلام الجوانب الثقافية باستبدال مسماها لوزارة الثقافة.. إلى جانب الإعلام.. على الرغم من ذلك الإسناد لها.., فقد وعد أمير الشباب بالعناية بمناشط الثقافة في مأمول القادم من الخطط لرعاية الشباب.. ولا يخفى عن الجميع، أمر ضرورة أن تعيد رعاية الشباب هيكلة أدوارها, في الوقت الذي تستهدف الشباب جميع التيارات, وهم في بحر الانفتاح اللجي على العالم، من كل اتجاه للموج الصاخب... وقد أضاء لونا أخضر أمير الشباب حين وعد بأن تختصر قائمة الهموم في شأن الشباب ورعايتهم.. يتبع في الغد