جعلتني الأيام هكذا، نحوٌ على لحنٍ وكسرٌ على مقام أراوح «قاعدة» وأتركُ نافلةً ويؤنبني.. الفجر. قائلاً: لم أعهد مصباحاً ينام ولم تؤجلني ليالي.. الفقر ولم تسحب ياقة نوري ليالي المترفين.. فلِمَ يا أيها الإنسان تقيم عهداً في الصبح وتمحوه آخر النهار.. خجلت.. وقلت: ليتني عدم.. قال: وإن تدم؟! قلت: سأعيد وعدي لك.. للأفلاك.. للضحى لميسورة الرزق من الطير وتائهة الأنغام.. قال: والناس؟ قلت: أهلي إن هلّ مِزني وطفلتي التي تتهجأ الأيام ونثاري الباقي رحاةٌ أدور فيها وبها أطحن خبز غيري وألتفُّ عليَّ وأعير نفسي الانتباه! قال: الصبح لي.. وزوجة قلبك؟!.. قلت: قبلك أنّبتني وفاضت حتى أدركها المنام صاحت ثلاثاً.. وسابع شهرها أسقطت في دمي غلام قال: ومتى سينمو؟.. قلت: في ذاكرة التراب.. وزاد حتى تخلص من سؤالي، وادلهم الليل وأختفى الصبح وغاب قلت: علّني أهنأ بليلة من ثياب وسطر جديد من كتاب قلت: وهماً علَّ الصبح تاب فأزاحت زوجة القلب.. عن شاهد القبر التراب.. وكان ورقاً وطيناً دون جواب مَلَكَهْ ليتها.. سَكَتَتْ ليتها.. ما أجَّجَتْ غيرة الشمس ولا أسرجت ظهر القمر ليتها ما أمرَت بالفاني من زمنٍ والحاضر من محنٍ، والكاذب من لحنْ البساتين، يا ليتها «طين» وليتني ضلعها الأمين..