أعلنت شركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والكيماويات «ساتورب» أمس الأحد إغلاق إصدارها الأول من الصكوك؛ حيث تجاوز الاكتتاب المطلوب بمقدار 3.5 ضعف تقريباً، وذلك في ختام حملتها الترويجية الناجحة للصكوك الصادرة عن شركة أرامكو توتال العربية للخدمات (AATSC)، بعرض نهائي قيمته 3,749,900,000 ريال. وأكدت «ساتورب» في مؤتمر صحفي أن إصدار الصكوك حظي بإقبال كبير من قِبل عدد من المستثمرين، وكان للحكومة نصيب الأسد بدخول عدد من المؤسسات الحكومية والصناديق الاستثمارية مثل صندوق التأمينات الاجتماعية والتقاعد وصندوق تطوير التعليم العالي بنسبة من 20 إلى 25 %, إضافة إلى حصة البنوك المحلية وشركات التأمين. مشيدة بمثل هذا المزيج من الشراكة المتنوعة من القطاعات والاستثمارات كافة. وأشار كل من جمال الرماح، المدير العام للمالية العامة بتطوير وتمويل المشاريع، وصلاح القرعاوي من إدارة تمويل المشاريع، في أرامكو في سؤال ل»الجزيرة»، إلى أن هذه الصكوك تُعَدّ جديدة ومختلفة عن باقي الصكوك الأخرى؛ حيث إن جميع المستثمرين يتحملون المخاطرة نفسها وبأنفسهم على هذا المشروع, بخلاف الصكوك الأخرى التي تعطي ضماناً أكيداً من تلك المخاطر. وبيّنوا أن الصكوك ستنزل في الأسواق للتداول بدءاً من الأسبوع القادم، وستكون ذات سعر متغير، ولفترة أربعة عشر عاماً تقريباً (تخضع لتحديد بدء استهلاك الدَّيْن وفقاً لجدول ثابت)، في حين سيحصل المستثمرون على عائدات وفقاً لسعر العرض المعتمد بين البنوك السعودية على الريال السعودي بشكل نصف سنوي، إضافة إلى 0.95 % سنوياً، يتم توزيعها كل ستة أشهر. وأكدوا أن الصكوك تُعتبر أول أداة صكوك خاصة بمشروع متوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية تتم إجازتها من قِبل الهيئتين الشرعيتين بكل من بنك الإنماء وبنك البلاد لإصدار صكوك مدرجة في السوق السعودية. منوهين بنجاح هذه الفكرة التي ستكون نواة تجربة لمشاريع قادمة مع التفاؤل الكبير بنجاحها لتكوين مصانع تخدم أكثر من مجال. أما رئيس شركة ساتورب سمير الطيب فقد أشار إلى أن أغلب المواد التصنيعية للمشروع كانت محلية، وخصوصاً تصنيع الخزانات الكبيرة التي تنقل من المصانع المحلية للمشروع على مدى أسابيع. وكشف عن وجود 10000 موظف مباشر وما بين 7000 و8000 موظف غير مباشر. مؤكداً وجود خطة وطنية لتأهيل الشباب السعودي ونيله فرصة المشاركة في تشغيل وصيانة هذا المشروع. أما كين بيلي من الشريك الفرنسي بمشروع ساتورب فقد أوضح ل»الجزيرة» أن هنالك أكثر من 450 شاباً سعودياً من خريجي الثانوية انخرطوا في برنامج تدريبي على المشروع القادم لمدة سنتين ما بين تدريب في أرامكو وفي معهد بفرنسا, وقُسِّموا إلى مجموعتين. مضيفاً بأن هناك أيضاً مجموعتين من خريجي الجامعة, وتخرج 15 جامعياً، وهناك 15 آخرون سيُبتعثون لاحقاً لفرنسا. وقال إن الشراكة الفرنسية ليست وليدة هذا المشروع بل منذ زمن بعيد؛ حيث تركّزت مشاريعنا في مجال البتروكيماويات، وستستمر هذه النجاحات بفضل مناخ وبيئة الاستثمار في المملكة. تجدر الإشارة إلى أن شركة أرامكو توتال العربية للخدمات ستقوم بالمساهمة بعائدات إصدار الصكوك لتمويل تطوير معمل تكرير ساتورب، وهو المشروع الذي تقوم برعايته شركتا أرامكو السعودية وتوتال لبناء مجمع تكرير بسعة 400 ألف برميل في اليوم في مدينة الجبيل الصناعية على الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية، ويتوقع اكتمال المشروع وتشغيله في نهاية عام 2013. وكانت «ساتورب» قد قامت مؤخراً بتعيين كل من شركة دويتشه السعودية للأوراق المالية وشركة سامبا للأصول وإدارة الاستثمار (سامبا كابيتال) وشركة السعودي الفرنسي كابيتال بوصفهم مستقبلين للعروض ومديرين للاكتتاب، وعينت شركة الإنماء للاستثمار وبنك البلاد مستشارَيْن شرعيَّيْن لعملية الهيكلة.