تشير بنود الفصل الخامس من ميثاق اليونسكو للتربية الرياضية إلى: وجوب تعاون الحكومات والسلطات العمومية ومنظمات المجتمع المدني من أجل تضمين المناطق العمرانية منشآت وتجهيزات ومعدات صالحة لممارسة الرياضة والتربية البدنية وبالعدد الكافي، وفي ظل شروط أمان وسلامة قصوى حيث إن ممارسة التربية البدنية حق أساسي للناس كافة. هذا ما تقوله اليونسكو في ميثاقها.. بينما الحال لدينا مختلف.. فالأحياء مكتظة بالسكان.. حتى إن أكثر الحدائق تم تطبيق منح عليها ضمن الفساد الإداري والمالي الذي اعترى مدينة جدة.. ولا علم لدي ببقية المدن.. ولكنها لن تكون بعيدة عن جدة.. حيث الكثافة العمرانية دون وجود ملاعب وساحات مجهزة لممارسة أبناء المجتمع للرياضة وتخفيف ازدحام المستشفيات التي تعالج أمراضا من أهم أسبابها فقد الوعي الرياضي في المجتمع.. إضافة إلى عدم توفر البنية الرياضية التحتية. إن الأندية لدينا.. رغم أن بعضها لديه مقرات حكومية نموذجية إلا أن كل اهتمامها ينصب على كرة القدم فقط عدا بضعة أندية تشكر حقيقة على اهتمامها بالألعاب المختلفة.. وهذه الأندية حتى المهتمة منها بالألعاب المختلفة.. لا تكفي مع تزايد عدد السكان الكبير في المملكة.. وخلو المخططات حتى الجديدة منها على الملاعب والساحات والتجهيزات الرياضية وسلامتها. إن غياب الوعي الرياضي المجتمعي.. وانعدام وجود الساحات والملاعب المجهزة.. والاعتبارات الاستثمارية والتجارية لكل متر مربع داخل المدن.. تحرم أعدادا متزايدة من عامة الناس من حق ممارسة الرياضة.. لذلك فالذي يتوفر هنا يعطى هناك.. وأقصد بها المستشفيات.. مع علمي التام أن مثل تلك الملاعب المجهزة تحتاج لتكاليف باهظة.. حتى الأدوات الرياضية قد ارتفعت أسعارها حتى تكاد تقتصر على الطبقة المخملية في المجتمع. وهناك بعض الأفكار التي قد تساعد مستقبلا في حل جزء من المشكلة.. مثل تخصيص مساحات رياضية في كل مخطط مثلها مثل المساجد والحدائق والمدارس.. إضافة إلى الدعم الحكومي لكل الأجهزة والاحتياجات الرياضية وإعفاء المستورد منها من الرسوم الجمركية.. وتكليف الهيئات التجارية والبنوك ونحوها بدعم حركة التربية البدنية مقابل تسهيلات حكومية تقدم للمشاركين منهم.. أيضا الاستفادة من مدارس وزارة التربية المجهزة تجهيزا عاليا في بعضها لاستفادة المجتمع منها في غير أوقات الدراسة الصباحية. إن الأمر لكبير.. وكبير جدا.. ويحتاج لدراسات متعمقة.. وللمتخصصين من ذوي الخبرة.. ويضعون شعار (افتح ملعبا تغلق مستشفى).. وتحتاج للكثير من البحث والجدية الحقيقية في الإنتاج.. وأرى أن تدرس عاجلا في مجلس الشورى.. لعل وعسى يجد أبناؤنا والأجيال القادمة شيئا إيجابيا تذكرنا به.. فذاكرة التاريخ لا ترحم.. والله المستعان. سلبية الشحن النفسي !! افتتح الأهلي مبارياته في الدوري حيث لعب مع الأنصار ثم النصر ومن ثم مع نجران وجميعها مستواها متقارب.. رغم أن النصر قد كشف تهالك الدفاع الأهلاوي في الربع ساعة الأخيرة من المباراة ولكنه لم يوفق في التسجيل رغم الفرص المؤكدة التي لاحت له. بعد هذه المباريات الثلاث حضر (ظلم) الجدول الذي وضع الهلال في طريق الأهلي.. فبدأ الأهلاويون في شحن الفريق بطريقة مبالغ بها.. حتى ظن اللاعبون أنهم سيلعبون مباراة بطولة دوري أو كأس.. بينما هي مباراة دورية من ثلاث نقاط لا غير.. إنما كان هناك توتر شرفي وإداري عال ٍ..اهتمامات ومكافآت وشراء تذاكر.. مما جعل لاعبي الأهلي ينزلون المباراة وهم مشحونون بشكل سلبي.. ووضح عليهم الارتباك التام منذ الدقيقة الثانية من المباراة نتيجة الشحن المبالغ فيه. بينما في الطرف الآخر احترم الهلاليون الفريق الأخضر.. ونزلوا للمباراة برباطة جأش.. وفي ذهنهم الثلاث نقاط لا غير..لذا كسبوا المباراة بأقل مجهود.. بعد الانهيار الأهلاوي الكامل.. فحبذا لو يستعين الأهلاويون في إعداد الفريق بمتخصصين في البرمجة اللغوية العصبية.. فهي خير طريق للتهيئة.. وليس نقل التوترات الشرفية والإدارية التي تحصل عادة متى حلت مباراة الهلال.. منذ فقد الأهلي كأس الملك لموسم 1404.. والتوتر يكون صبغة أهلاوية قبل وخلال مباريات الهلال. نبضات !! * كان عماد الحوسني أسوأ لاعبي الأهلي على الإطلاق.. ومنذ بدء المباراة فكان إما أن يسقط نفسه أو يسقط لاعبا من الفريق الخصم.. ولم يلعب كرة قدم إطلاقا.. وفي الشوط الثاني كان يبحث على البطاقة الحمراء بإصرار غريب.. وقد تصرف المدرب حينئذ بذكاء عندما استبدله قبل أن يُطرد !! * ليت الحوسني وهو المحترف غير السعودي أن يأخذ العبرة من لاعب الهلال أحمد الفريدي.. حيث كان لعبه إيجابيا وأفاد الفريق وابتعد عن التمثيل أو إعاقة الآخرين.. بينما الحوسني يملك المهارة وإنما أضاعها بإصرار غريب !! * كان الكثير من الهلاليين يهاجمون أحمد الفريدي في الوقت الذي لقبته بسقراطيس الكرة السعودية قبل ثلاثة مواسم.. ورهاني عليه لم يخب !! * الشحن النفسي الزائد جعل من الأهلي فريسة سهلة للفريق الأزرق الذي أمتع جماهيره بمباراة لا تنسى.. وهي ليست المرة الأولى.. وليت الأهلاويون يعطون القوس لباريها من الاختصاصيين في التهيئة !! * حارس الأهلي ياسر المسليم أنقذ الأهلي من هزيمة شنعاء كانت لا تبقي ولا تذر !! * في مقال الأسبوع الماضي توقعت فوز الأهلي وبسهولة على الهلال.. وتحداني القارئ الكريم (أبو تركي) وكسب التحدي !! * طلب رئيس الاتحاد لواء متقاعد محمد بن داخل السماح لفرقة حسب الله باستخدام مكبرات الصوت الطربية في مباراة الاتحاد ومنافسه الكوري.. هذا الطلب أصابني بالضحك حتى كدت أقع على ظهري.. ولله في خلقه شئون !! * بينما مقالي هذا بين يدي القارئ الكريم.. أكون بإذن الله في بيروت لمتابعة طبع كتابي (بين كواليس الكرة السعودية).. وبالله التوفيق والسداد !!