تحوَّلت المرتفعات الجبلية الشرقية بجازان إلى مسطحات خضراء، واكتست اللون الأخضر. ويأتي ذلك بعد الأمطار الغزيرة التي تواصل هطولها على المناطق الجبلية في الداير وجبال بني مالك وفيفاء والحشر منذ ما يقارب أربعة أشهر، والتي لم تشهد لها المنطقة مثيلاً منذ فترة طويلة. وقد شجَّعت هذه الأمطار المزارعين على الاهتمام بمزارعهم، وانتشرت زراعة الذرة التي كانت تمثل في الماضي اكتفاء ذاتياً من الحبوب على المدرجات الجبلية، وعادت إلى سابق عهدها، فيما عاد الكثير من الأودية إلى الجريان بعد فترة جفاف طويلة. وما إن تتجه من جازان شرقاً، وبعد سير قرابة سبعين كيلو، حتى تظهر لك جبال فيفاء وبني مالك والحشر وآل تليد في حلة رائعة بطبيعتها الجميلة وكنوزها الأثرية الهائلة التي تدل على حضارات قديمة، لعل من أعظمها بناء ملايين المدرجات الجبلية بطرق هندسية رائعة، إضافة إلى القلاع والقرى والحصون التي تملأ المنطقة، والتي تشكو من جفاء الهيئة العامة للسياحة؛ إذ أصبحت غالبية تلك القرى تهددها الانهيارات، ومعها ستفقد المنطقة إرثاً تاريخياً لا يُقدَّر بثمن.