قال أهالي الداير بني مالك إن طرق المحافظة تعانى سوء الإنشاء والصيانة، واصفين بعضها بالمتهالك؛ حيث إن بعضها لا يزال ترابياً، وبحاجة إلى إعادة تصميم وصيانة مستمرة، وخصوصاً الطرق الجبلية الوعرة. وأوضح الأهالي أن هناك مستشفى عاماً "يتيماً" في محافظة الداير بني مالك، إلا أنه لا يغطي احتياجهم. مشيرين إلى أن المستشفى بحاجة إلى تفعيل الكثير من التخصصات، ودعمه بالكوادر الطبية، خاصة أن الأهالي في مواقع عدة محرومون من أبسط الخدمات الصحية؛ فيضطر السكان هناك إلى قَطْع المسافات الطويلة عبر طرق صعبة وخطرة حتى يصلوا إلى أقرب مستشفى أو مركز رعاية صحية. وتعاني المحافظة - حسبما ذكر الأهالي - نقصاً في مجال خدمة الكهرباء؛ حيث إن هناك انقطاعات متكررة لهذه الخدمة المهمة، وخصوصاً أشهر الصيف. مقترحين أن تدعَّم خدمة الكهرباء في المحافظة. أما في مجال التعليم العام والجامعي فقد شهدت محافظة الداير بني مالك كغيرها من المحافظات نقلة نوعية في التعليم العام، ساهمت في تحسين جميع نواحي حياة الإنسان الجبلي في هذا الجزء الغالي من وطننا الحبيب، ولكن على مستوى التعليم الجامعي فإننا نجد أن هناك فقط كلية للبنات ذات تخصصات محدودة، والكثير من أهالي محافظة الداير بني مالك يتطلعون إلى أن تكون كلية البنات شاملة الكثير من التخصصات العلمية المهمة؛ كون محافظة الداير بني مالك تقع في نطاق سكاني كثيف، ومحاطة بالكثير من القبائل الجبلية التي تشترك معها في الكثير من الخدمات، إضافة إلى موقع مدينة الداير الاستراتيجي والمتوسط بين المحافظات والمراكز الجبلية كونها حلقة الوصل مع منطقة عسير. وبيّن الأهالي أن القطاع الجبلي من المحافظة بحاجة إلى الاهتمام بإصلاح المدرجات الزراعية التي كانوا يشتهرون بها وبزراعتها منذ مئات السنين؛ فالقطاع الجبلي به مقومات زراعية؛ كونه يمتلك خصوبة في التربة وغزارة في الأمطار ساهمتا في زراعة البن وبعض أنواع الفواكه قبل عشرات السنين، ولكن هذه الزراعة تعتمد على الطرق التقليدية؛ لذا فمزارعو القطاع الجبلي بشكل عام بحاجة إلى تنمية معرفتهم بالطرق الحديثة في الزراعة واستثمارها. كما أشاروا إلى أن محافظة الداير بني مالك بحاجة ماسة إلى أكثر من فرع للبنوك الرئيسية والكثير من الصرافات الآلية، التي تكون في أغلب الأوقات متعطلة أو عليها ازدحام، وبخاصة أيام مواسم الإجازات، وعند نزول رواتب موظفي الدولة. وبالنسبة إلى التنمية السياحية في بني مالك فيرى الأهالي أن المنطقة تتميز ببعض المواقع السياحية كالقرى العمرانية القديمة والعين الحارة والمواقع الأثرية كالقلاع والحصون المتناثرة على قمم الجبال وسفوحها، إلا أنها تفتقر إلى الاهتمام من قِبل جهاز السياحة بجازان، وذلك على الرغم من وجود مقومات سياحية لا يوجد مثلها في منطقة جازان كجبال طلان وحبس وخاشر وعثوان وجبال الحشر والعين الحارة وبعض الأودية الجميلة كموهد والقرحان ووادي دفاء.. هذه الأماكن ستجعلها واجهة سياحية في المنطقة بعد تأهيلها والاستثمار فيها. ويؤكد الأهالي أن محافظة الداير بني مالك شهدت منجزات تنموية في البنية الأساسية وفي جميع مجالات الحياة، كحال جميع أنحاء السعودية على امتداد أطرافها، وذلك وفق خطط تنموية استراتيجية اتسمت بالتوازن والشمول، نتج منها تميز حضاري واجتماعي، وانتشرت ثمار التنمية في فترات وجيزة من الزمن. وأشاروا إلى أن الطرق من بين هذه المنجزات، وأوضحوا أن بناء شبكة من الطرق قرَّب المسافات بين المدن والقرى والهجر بعد أن كانت صعبة التواصل فيما بينها؛ فأصبحت الآن أكثر قرباً فيما بينها. من جانبه أكد مدير بلدية محافظة الداير بني مالك، أحمد بن ناصر معافا، أن محافظة الداير حصرت (411) تجمعاً سكانياً ما بين قرية وهجرة منتشرة على سفوح الجبال وضفاف الأودية، ضمن طبيعة جبلية وعرة في جنوب السعودية، ومعظم تلك التجمعات تنقصها خدمات البنية التحتية، وبخاصة الطرق الرئيسية. مبيناً أنه يجرى العمل على إنشاء طرق رئيسية وطرق فرعية داخل المجمعات السكنية، وستقوم البلدية بتنفيذها وصيانتها والإشراف عليها. وختم معافا حديثه بأنه تم اعتماد أكثر من سبعة عشر مليون ريال لمشاريع درء مخاطر السيول وتصريف مياه الأمطار، وذلك منذ إنشاء البلدية.