فاصلة: (تعب بلا عناية تعب بلا فائدة) حكمة فرنسية تعجبني بعض الأخبار الصحفية لطرافتها أو لمرارتها، ففي إحدى الصحف قرأت أنه في القطيف «طالب عدد من أولياء الأمور الجهات المعنية بوضع حد لمعاناة بناتهم اللاتي يفترشن الأرض في فصولهن منذ بداية العام الدراسي وحتى الآن لعدم توفر مقاعد لهن في المتوسطة الثالثة للبنات بحي المجيدية في المحافظة». لاحظوا أن الخبر الصحفي حدد مدرسة وذكر اسمها. ونشر الخبر أن ولي أمر إحدى الطالبات قال: إن الفصل الذي تدرس فيه ابنته لا يوجد فيه سوى ثلاثة مقاعد، وأن جميع الطالبات يفترشن الأرض لعدم توفر المقاعد لهن رغم أن المدرسة حديثة الإنشاء. المؤلم في الخبر أن مديرة مكتب الإشراف بالقطيف قالت «لا يوجد في أي من المدارس التي تشرف عليها نقص مقاعد أو كتب دراسية»، وقالت في مجمل ردها على شكوى أولياء الأمور «هذا أمر مستحيل، لا توجد لدي مدرسة فيها فصل دون مقاعد أو دون كتب، وأراهن على الشيء هذا». برأيكم أليس من المضحك المؤلم أن تنفي مديرة الإشراف شكوى لأولياء أمور لن يشتكوا ما لم يكن الأمر بالفعل مزعجا لبناتهن فالشكوى ليست على شاكلة أسلوب تدريس المعلمات أو سواه من شكوا لا تمس بيئة المدرسة المادية إنما هي عن نقص مقاعد وكتب ولن تشتكي طالبة لديها مقعد وكتب أنها تجلس على الأرض وليس لديها كتب مدرسية!! ومع احترامي لمديرة مكتب الإشراف بالقطيف إلا أن «جوجل» أخبرني أنها كذلك ففي شهر إبريل من هذا العام وفق ما نشرته شبكة فجر الثقافية في 25-4-2011م عن جريدة «اليوم» تجاهلت شكوى معلمات متضررات من تعميم صادر من إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية، يقضي بعدم رجوع المعلمة المتمتعة بإجازة رعاية مولود لمدرستها، وإنما يعاد توجيهها إلى مدارس أخرى حسب الاحتياج، ووصفت عدد من المعلمات التعميم ب»النقل الإجباري». وقالت الصحيفة: إنها حاولت الاتصال بمديرة مكتب الإشراف لكنها لم ترد!! برأيكم متى يتخلص المسئول لدينا من نفي الانتقاد حتى قبل أن يفهم محتواه؟ ولماذا التحسس من الشكوى. من الطبيعي في أي بيئة عمل أن يكون هناك تقصير وأخطاء لأننا بشر لكن من غير الطبيعي أن نتجاهل الحلول ونركز فقط في الدفاع عن أنفسنا. متى نثق بأن النقد لا يوجه لذواتنا بل لأفعالنا، والفعل منفصل عن الذات؟! متى ندرك أن المسئول هو موجود لخدمة المواطن أولاً؟!