رغم انتهاء أعمال الصيانة في الابتدائية الثالثة والثلاثين للبنات بمحافظة جدة منذ حوالى 6 أشهر - وفقًا لإفادة المقاول - إلا أن طالباتها لم ينتظمن في صفوفهن حتى الآن، مع انقضاء الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد. وبالمقابل أكد مدير عام التربية والتعليم أن إدارته لم تتسلم شيئا بسبب وجود ملاحظات على التنفيذ .. وبين هذا وذاك تبقى الطالبات ضحية هذا التأخير، ولا أحد يدري متى سيعدن إلى فصولهن. إفادة تناقض الواقع «المدينة» زارت المدرسة ظهر أمس الثلاثاء، وخلال جولتنا فيها لاحظنا وجود عامل واحد فقط، وكميات كبيرة من المقاعد الجديدة تعرضت للتلف تحت أشعة الشمس المحرقة في الفناء الخارجي لمدة طويلة. اتصلنا من داخل المدرسة بإحدى المسؤولات فيها عبر جوال الحارس، وعندما سألناها عن سبب تأخر الدراسة بها أجابت «الدراسة مستمرة منذ اليوم الأول، والمدرسة تم تجهيزها مبكرا، والطالبات في فصولهن الآن» .. هنا واجهناها بالحقيقة «نحن نحدثك من داخل المدرسة مع الحارس، ولا توجد طالبات، وأعمال الصيانة ما تزال قائمة»، عندها تراجعت عن إفادتها وسارعت إلى إغلاق سماعة الهاتف. المقاول: سلمنا المبنى قبل 6 أشهر وفي محاولة للوصول إلى الحقيقة اتجهنا إلى المقاول الذي تم التعاقد معه لتنفيذ الإصلاحات في مبنى المدرسة، فأفاد: «سلمنا المبنى بعد الانتهاء من الترميمات قبل 6 أشهر، وبالتحديد في شهر ربيع الآخر من العام الحالي، وتم تسجيل بعض الملاحظات فقمنا بمعالجتها خلال شهر واحد وتم تسليم المبنى بالكامل إلى إدارة المدرسة». و»التعليم» ينفي إلا أن مديرعام التربية والتعليم بمحافظة جدة عبدالله الثقفي نفى استلام المبنى، موضحا أنه تم تسجيل عدد من الملاحظات على المقاول ولذلك لم يتم الاستلام، ولا يمكن استلام المبنى في ظل وجود هذه الملاحظات، فهناك - والحديث للثقفي - كراسة مواصفات متفق عليها بين إدارة التعليم والمقاول يجب تطبيقها بالكامل. وعند سؤالنا عن المدة الطويلة التي استغرقتها أعمال الصيانة، أوضح الثقفي أن المقاول لديه مشكلات بشأن قدرته على الترميم وقد يكون هو السبب في بقاء المنشأة تحت الإصلاحات. مواطنان يشكوان من الدراسة المسائية عبدالله قمرين (أحد أولياء الأمور) والذي وجدناه يقف عند المبنى البديل (مبنى المرحلة المتوسطة) في انتظار خروج ابنته، تحدث ل «المدينة» معبرا عن معاناته من دراستها في وقت الظهيرة حيث يضطر للخروج من منزله مرة أخرى بعد عودته من عمله لإحضارها من المدرسة. ويشاطره الرأي غرم الله الغامدي مبديا استغرابه من استمرار أعمال الصيانة طيلة عام كامل.