حظيت مبادرة لاعب الهلال والمنتخب السعودي ياسر القحطاني ببناء مسجد في دولة الإمارات باسم اللاعب ذياب عوانه لاعب فريق بن ياس ومنتخب الإمارات الذي توفي في حادث سير الأسبوع الماضي.. حظيت بردود فعل ايجابية وأصداء طيبة في الوسط الدعوي واعتبر الدكتور هشام بن عبد الملك آل الشيخ الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء، أن ما قام به اللاعب ياسر القحطاني لبناء مسجد لزميله اللاعب الإماراتي المتوفى - رحمه الله - مستفيداً في ذلك من شهرته بين الناس، لعمل خير فاضل، يؤجر عليه صاحبه إن أخلص نيته لله تعالى إضافةً إلى أن عمله هذا من جهة أخرى يعتبر من القدوة الطيبة، والسنّة الحسنة التي سوف يشجع الآخرين للقيام بمثل هذا العمل الخير الفاضل، ويفتح الباب لمشاريع أخرى مماثلة، ويعطينا الصورة الحسنة للمواطنة الحقة الصادقة فهو سفير لبلده في أفعاله الخيرة وتصرفاته المباركة. وأكد الدكتور آل الشيخ أن في مبادرته هذه جزاه الله خيراً، دعوة إلى كل صاحب شهرة، أو مكانة مرموقة، أو جاه بين الناس أو في المجتمع الذي هو فيه، أن يستغل شهرته ومكانته، وجاهه في أعمال البر، والمشاريع الخيرية التي يصل نفعها للمجتمع، أو لجهة من الجهات المستحقة، أو للمحتاجين والمستحقين. وصاحب مثل هذا العمل الصالح يؤجر على نيته، وعمله، كما له نصيب من أجر من يقتدي به ويعمل بعمله، من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، وفضل الله واسع، وأجره وثوابه الجزيل لا ينقصه كثرة العاملين، والله ذو الفضل العظيم. إلى ذلك نوه عيسى بن عبدالله الغيث القاضي في وزارة العدل بمبادرة ياسر القحطاني، وأشار إلى أن هذه المبادرة غير المستغربة عنه وعن أمثاله من شبابنا المتفاني في الخير، وهو بهذا يعطي انطباع حقيقي لأبناء وبنات المملكة وأنهم بجميع مهنهم وأماكنهم ومهما ابتعدوا فهم قريبون لكل خير، وهذا رد على من يزكون أنفسهم لمجرد مظاهرهم في مقابل توزيعهم التهم بالمجان للرياضيين والفنانين ونحوهما، وبهذه المناسبة فأدعو لاقتفاء أثره وفي ذلك فليتسابق المتسابقون في المسؤولية الدينية والاجتماعية، نحو ما ينفعنا بأثره في الدنيا وجزائه في الآخرة، وكما أن ياسر قد كشف عن معدنه الطيب بهذه المبادرة الوفية فكذلك هو بهذا حفز زملاءه الرياضيين لمبادرات خيرية تنفع المجتمع مهما قلّت فلا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخيك بوجه طلق، فكيف بمن تبرع له بمسجد فهذا قمة الوفاء الذي ندر في هذا الزمان، فأجر المسجد للمتبرع والمتبرع له وخير الله وفير. ولفت إلى أن الإسلام يحث أتباعه على الإسهام في أعمال الخير والبر، والمبادرة إلى سن سنّة حسنة يقتدي بها الآخرون، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ)، مشيراً إلى أن القدوة الحسنة لها أهميتها في مجال العمل الخيري، وتشجيع الآخرين على الاقتداء بصاحب البر والإحسان، وإكثار عدد فاعلي الخير في المجتمع، وخلق بيئة خيرة مليئة بنماذج إيجابية تقدم الخير لإخوانه المعوزين، والمساهمة في المشاريع الخيرية العامة والخاصة. من جانب آخر أكد الشيخ راشد الزهراني الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية أن الشخصيات التي لها حضور واسع في المجتمع لديها مسؤولية أكبر ومضاعفة لافتاً أن كثيراً من الشباب يحبون مشاهير الرياضة ويحاولون محاكاتهم وتقليدهم وبالتالي لهم تأثير كبير عليهم. وقال إن اللاعب القدوة داعية من نوع آخر من خلال أخلاقة وسلوكياته الإيجابية، ومن ذلك مبادرة ياسر القحطاني ببناء مسجد باسم لاعب إماراتي متوفى من المبادرات الطيبة التي يشكر عليها وهي فرصة ليكون نموذجاً يحتذى عند زملائه، وشدد في هذا الصدد أن القيم التي يتمسك بها اللاعب وسلوكياته الإيجابية هي التي ستبقى في ذاكره الجماهير بعد رحيله من الملاعب.