يُحسب لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية رضى الفشل الكلوي فتح باب التبرعات الخيرية عن طريق رسائل الجوال، بالتعاون مع شركات الاتصالات العاملة في السوق السعودية؛ رسالة واحدة إلى الرقم الموحد (5060) تُضيف 10 ريالات، أو 12 ريالاً شهرياً، إلى حساب الجمعية، وتُسهم في فتح مراكز غسل الكُلى ومساعدة المرضى، وتوفير العلاج للمحتاجين. شراكة مثمرة بين الجمعية وشركات الاتصالات ساعدت في توفير إيرادات مالية بلغت 95 مليون ريال، منذ بداية الحملة في رمضان الماضي حتى اليوم، وأسهمت بشكل كبير في علاج ورعاية الكثير من المصابين بمرض الفشل الكلوي. أكثر من 450 ألف مشترك يوفرون مورداً شهرياً للجمعية يعينها على أداء دورها البناء في المجتمع. روي عن الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجر من اتبعه لم ينتقص من أجورهم شيئاً»، وقوله «من سن سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئاً»؛ وأحسب أن التبرع الإلكتروني لأعمال الخير من الهُدى، والسنن الحسنة التي سهلت دفع الصدقات، والتبرعات لمستحقيها بطريقة آمنة، ومبتكرة؛ و فتحت باباً واسعاً للخير، استفادت منه جمعية الأمير فهد بن سلمان، والجمعيات الخيرية الأخرى. الأمير عبد العزيز بن سلمان؛ المشرف العام على الجمعية؛ أكد أن «النجاح لم يكتمل لو لم تتوافر الإرادة من شركات الاتصالات المزودة للخدمة والعاملين فيها لعمل الخير» وهذا أمر لا جدال فيه، فشركات الاتصالات كان لها دور مهم في إيصال التبرعات الإلكترونية لمستحقيها من خلال الجمعية، إلا أن الدور الأكبر يُحسب لجمعية الأمير فهد بن سلمان، التي استغلت هذا الجانب، ووجهته لدعم أعمال الخير، وتنميته في المجتمع، وإيجاد الحلول المناسبة، والآمنة للعقبات التي اعترضت تبرعات الخير في السنوات الماضية؛. يصف الأمير عبدالعزيز تبرع المشتركين في خدمة (5060 )، «بأنه رافد مهم وأساسي، وإن كان صغيراً» وأنهم في الجمعية لا يقللون من قيمة التبرع ب10 أو 12 ريالاً. تَبقى الصدقة عظيمة عند الله وإن صَغُرت؛ روي عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قوله: «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو تلقى أخاك بوجه طليق»؛ وقوله، «اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد شق تمرة، فبكلمة طيبة»؛ ولعل الله يجعل في كل رسالة خير قُصد بها وجهه الكريم، وقاية لمُرسِلها من النار؛ أما المتبرعون من ذوي الدخول المحدودة فينطبق عليهم قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «سبق درهم مائة ألف درهم: رجل له درهمان أخذ أحدهما فتصدق به، ورجل له مال كثير فأخذ من عرضه مائة ألف فتصدق بها»؛ والرسائل الإلكترونية أتاحت لمن ليس لديه المال الكافي للتبرع، المساهمة ببعض ما عنده، وإن قل؛ وهو عند الله كثير. جمعية الأمير فهد بن سلمان من الجمعيات الرائدة في العمل الخيري، ويحسب لها تطبيق المنهجية المؤسسية في العمل الخيري، المساهمة في إصدار تشريعات التبرع بالأعضاء البشرية من غير الأقارب، وتطوير آلية التبرعات الإلكترونية، وتوفير الرعاية الشاملة لمرضى الفشل الكلوي وأسرهم، وتحقيق العدالة في توفير العلاج، الرعاية، والدعم للمرضى دون النظر لدياناتهم، جنسياتهم، وأعراقهم؛ فالجميع سواسية في أحقية تلقي العلاج والرعاية. أجزم بأن إرسال رسالة واحدة بعشر ريالات، أو اشتراك شهري ب 12 ريالاً لن يؤثر البتة في ميزانية المواطن والمقيم، بل ربما لا تُحدث تغييراً يذكر على فاتورة الجوال الشهرية؛ يتسابق كثير من المواطنين للتواصل مع البرامج الرياضية والفنية، والمسابقات الفضائية عبر رسائل نصية تزيد كُلفتها عن 7 ريالات للرسالة الواحدة، وهي برامج تُعتبر المشاركة فيها تبذيراً، ونوعاً من أنواع «الميسر» المُحرم الذي يُؤزَرُ صاحبه ولا يُؤجَر، في الوقت الذي يمكن لرسالة واحدة؛ بعشرة ريالات وتُبعث إلى الرقم (5060)؛ أن تَضع في رصيد مُرسِلها الأُخروي عشرات الآلاف من الحسنات، ينميها الله، وتكون سبباً في دخوله الجنة. قال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).