سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حصادنا الثقافي يقبع تحت سطحية التنظير وطوبائية الأحلام عبدالرحمن السدحان ل الجزيرة الثقافية
ثقافتنا بحاجة إلى تعددية المورد والمضمون ,,والأحادية الثقافية تحجب الإبداع الفكري
* كانت بدايته مع الحرف في صحيفة القصيم في مطلع الثمانينيات الهجرية، عبر سطور يافعة من كاتب صغير,, يبحث عن مساحة صغيرة فيها أحلامه وبعض آماله. * سافر للدراسة الجامعية، ثم عاد لأرض الوطن، يسبقه شوقه إلى معانقة الحرف من جديد، فكانت بدايته الثانية عبر زاوية شموع في الظلام في مجلة اليمامة. * تنقّل بعدها عبر مساهمات منتظمة في عدد من المطبوعات المحلية,, غمس خلالها قلمه في مداد هموم الناس بصدق من يؤمن بأن الكتابة مسؤولية لا ترفاً,, وأن ارضاء الناس غاية لا ينبغي أن تدرك * ألقى عصا الترحال أخيراً لدى الجزيرة في زاويته الاثنينية الرئة الثالثة التي مازال يتنفس منها حتى الآن. * كان له ومازال حضور في المشهد الثقافي المحلي عبر المشاركة في العديد من اللقاءات والملتقيات الثقافية. * ضيف الجزيرة الثقافية لهذا اليوم عبدالرحمن بن محمد السدحان المثقف والكاتب المعروف,, بعيداً عن عباءة المسؤول الرسمي والخبير الإداري,. تحدث إلينا عن الثقافة وهمومها,. وتحدث عن نفسه وطموحها,. فكانت هذه السطور: تنمية ** هناك من رأى أن اختيار الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م جاء تتويجاً لحركة تنموية شاملة، وهناك من اعتبره تأكيداً للمكانة التاريخية الثقافية,, كيف تراها أنت,,؟ كلتا الرؤيتين تكرسان مبدأ تأهيل الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م، فالانجاز التنموي الذي شهدته بلادنا الغالية خلال العقدين الاخيرين من عمرها المديد أهّلها للمشاركة في سباق الحضارات، ونقلها من صفوف المتفرجين إلى قوافل الأمم الحديثة الصانعة للحضارة، لا المستهلكة لها فحسب، والشواهد على ذلك كثيرة، منها ما يدركه المرء بالعين المجردة، ومنها يستوعبه الذهن استنتاجاً، ومنها ما يستشفه الاحساس تأثراً وانبهاراً! ** ثقافياً، بلغت المملكة شأناً لا يستهان به، وان كان الحصاد الثقافي أقل من نصاب الطموح المتوقّع، لم يعد هدير المصانع وتعدد مراكز التسويق الضخمة لكل ما أنتجه الشرق والغرب، وازدحام المدن بشواهق البناء، وكثافة المركبات عدداً ونوعاً، وارتباط المناطق بشرايين ضخمة من الاتصالات والمواصلات لم تعد كل هذه مؤشرات لحجم الانجاز الحضاري، بل نشطت إلى جانب ذلك روافد الابداع الذهني والفني، وتوالت المواسم الثقافية الدورية والسنوية، وفي مقدمتها مهرجان الجنادرية، بكل ما يعنيه من ثراء الفكر وإثراء الابداع, ومن خلاله، باتت الرياض مقصداً يشد إليه المثقفون العرب والمسلمون الرِّحال كل عام. ورغم ذلك كله، ما برح طموحنا الثقافي يفوق قدرتنا على الانجاز، والكل منا يتطلع نحو غد ثقافي متعدد الروافد، علما وفكراً وأدباً وفناً ومسرحاً، بما يؤهلنا لنديّة أفضل مع شعوب العالم المتطور، مع عدم التفريط بثوابتنا عقيدةً وهوية وانتماء، واننا على ذلك بإذن الله لقادرون. ** مراجعة ** هذه المناسبة فرصة لمراجعة الحصاد الثقافي، والمثقفون وانت من أبرزهم، لديهم تصورات وآراء حول طبيعة الانتاج الثقافي ووزنه,, فما الذي تعتقده متميزاً عن ثقافتنا وماذا ينقصها,,؟ يتميز حصادنا الثقافي في شيء، ويفتقر إلى أشياء! فهو متميز في التزامه بهويته الاسلامية المنفتحة على الحياة، بشراً وقضايا، وهذه ميزة لا غنى عنها، ولا بديل لها، هذا لا يعني بأي حال، الانغلاق على الثقافات الأخرى، أو العزوف عن متابعة نتاجها الفكري والفني، بل إن هناك ضرورة ملحة للاطلاع على ثقافة (الآخر)، فنستفيد بالنافع منها، اثراء لأدواتنا الثقافية، ونتعرف على المعوج منها مما يناقض ملتنا وهويتنا، ثم نهجره هجر العارف له، لا الجاهل به! ** قصور على صعيد آخر، يفتقر حصادنا الثقافي إلى أمور عدة، من أهمها: أ الرصد المتعمق لايقاعنا الحياتي المعاصر في شكله الراهن، لا في إشكالياته المتوقعة، أو مثاليته غير المتوقعة، وبمعنى آخر، نفتقر إلى أدب يبحر بنا إلى قاع ممارستنا الحياتية القائمة لنراها كما هي بخيرها وشرها، بسويّها ومعوجها، لا كما نتمناها أن تكون، تحت مظلة طوبائية الأحلام، وسطحية التنظير! *** ب تفتقر ثقافتنا الى قدر كبير جداً من التسامح في التعامل مع فكر (الآخر)، ولا أعني بذلك التسليم بكل فرضياته ونتائجه، سوى ما يتفق مع بديهية العقل، وفطرة الانسان من الأمور غير الخلافية. ج نتطلع إلى تفعيل قطاع الترجمة الدقيقة والأمينة للنافع من الآداب العالمية، لأن الترجمة نافذة تطل منها الشعوب على مساحة عريضة من موارد الفكر العالمي، كي لا يبقى العقل (رهينة) لمورد ثقافي واحد، متذكرين دائما أن لا شيء يحجب الابداع الفكري مثل الاتكاء على أحادية ثقافية تنكر التنوع، وتستنكر تعددية الحقيقة والرأي! *** د هناك معاناة أزلية يواجهها المبدعون في بلادنا,, ويضطر كثيرون منهم بسببها إلى وأد انتاجهم، أو حبسه داخل الرفوف, تلك هي معاناة النشر والتوزيع، فالكاتب، ومثله الرواي والقاص والشاعر، يحجم ألف مرة قبل أن يدفع بانتاجه إلى ناشر لا يحترم أدبيات النشر، ولا يتقيد بأوامره ونواهيه، ولا يراعى قواعده وتقاليده، نحن في حاجة إلى موانئ آمنة ينطلق منها انتاجنا الفكري إلى السوق ومنه ينتشر إلى آفاق العالم، فالسوق هو (القول الفصل)، في نجاح الناتج أو بواره. *** ه تفتقر ثقافتنا إلى تعددية المورد والمضمون، مع التركيز على خصوصية الابداع فيما يقال ويكتب, ويتطلب هذا وجود منظومة عادلة من الحوافز المادية والمعنوية تكون معينا لابداع المبدع، ودافعا لاستمراره وبقائه,. *** إنجازات ** ما الذي تود أن تراه منجزاً في هذه المناسبة؟ أتمنى أن تتحقق أمور كثيرة عبر هذه المناسبة التي لا ندري ان كانت ستعود، ومتى! أهم هذه الأماني ما يلي: أن تكون قد أفلحنا في التعريف بمنجزنا الثقافي، مهما كان، كماً في الانتاج، وتواضعا في التأثير، لكنها خطوة هامة تحثنا على فعل المزيد نتأهل به لعبور الحدود صوب (الآخر),, انتاجا وشفافية وابداعا. *** أتمنى أن نكون قد اكتسبنا المزيد من الشفافية الممزوجة بالشجاعة في مواجهة الخطأ والقصور في مشهدنا الثقافي، والتعامل معه وصولاً إلى ما هو أفضل! *** أتمنى أن تتأهل الرياض مرة أخرى، لعمادة الثقافة العربية، وقد أصبحت مواردها الثقافية اكثر تعدداً، وأثرى انتاجاً، وأقوم تأثيراً! *** أتمنى أن يشهد كل يوم من أيامنا كل عام منجزاً ثقافيا جديداً في كل فن من فنون القول والنغم والتشكيل والمسرح، وليس هذا على بلادنا بكثير! *** رواية وهرولة ** مرت الحياة الثقافية في المملكة بحفاوة بالغة بالشعر والقصة القصيرة واليوم ثمة حماس جديد للرواية,, وهناك شعراء هرولوا في هذا الاتجاه، فبماذا تبرر هذا؟ أرجو ألا يفهم من السؤال ان (الرواية) فن طارئ على أدبنا السعودي, فقد شهدت الساحة منذ القدم ميلاد أعمال روائية رائدة، للدمنهوري وإبراهيم الناصر وغالب أبو الفرج وغيرهم، لكنها لم تكن بالكم الذي حظيت به القصة القصيرة، والقصيدة ببحورها وتفعيلائها المختلفة، وأكاد أزعم في هذا السياق ان القصة القصيرة لم تكن أثرى حظاً من الرواية، وان فاقتها في الكم قليلا. *** أما مسألة (هرولة) بعض الشعراء صوب فن الرواية على حد زعم السؤال، فأحسب ان هذه ظاهرة صحية أتمنى ان تتكرر، إذا كانت في مستوى (شقة الحرية)، و(العصفورية) مثلا للشاعر والروائي المتعدد المواهب الدكتور غازي القصيبي، وأرى انه لا ضير ولا ضرر ان يقتحم شاعر او مفكر او حتى عالم رياضيات مجال (الرواية) إذا كان يملك (الاداة) الفنية لذلك، والمهم في الختام ان يكتب شيئا فيبدع فيه ويستوقف الناس تأملا واعجابا! *** قصيدة النثر ** أثارت قصيدة النثر ولا تزال سجالا حولها أولا تتعارض كلمة قصيدة مع نثر كيف ترى الأمر؟ لست مؤهلا للرد على هذا السؤال، رداً منصفاً وعادلاً، لأن الرد يفترض معرفة بمنهجية الشعر وآلياته، وانا لست بشاعر,, ولا ناقداً للشعر، ولا خبيراً بقوالبه وأوزانه. كل ما استطيع قوله هنا هو ان الشعر الحقيقي هو ما اهتز له الوجدان,, وماجت به النفس تأثراً، ولا يهم بعد ذلك ان كان هذا الشعر مقفى أو منثورا، هناك من النثر ما هو اكثر شاعرية من الشعر نفسه! وهناك من الشعر مالا يتجاوز النظم المحشو بمفدرات لا تغني من (الشعور) شيئا,,! *** استراحة ** بعد (بكرك) المعروف بهواجس بيروقراطية الذي صدر قبل نحو عشر سنوات، وضم نخبة مختارة من مقالاتك الادارية، لم تكرر هذه التجربة، فهل هذا التوقف الطويل جداً (استراحة محارب) سئم الكتابة، أم انك تخطط لشيء قريب؟ حقاً,, لم يصدر لي شيء منذ (هواجس بيروقراطية) رغم الاستقبال السخي الذي حظي به ذلك الكتاب، ورغم الالحاح المستمر من لدن بعض المحبين والمتابعين لما أكتب لخوض تجربة مماثلة. *** أما ما تسمينه ب(استراحة المحارب) التي طال امدها، فأؤكد لك انها ليست سأما من الكتابة ولا زهداً فيها ولا عزوفا عنها، بدليل انني اتواصل مع قرائي عبر زاوية (الرئة الثالثة) في صحيفة (الجزيرة) وبلا انقطاع حتى خلال الاجازات، وإنما اعزو تأخير اصدار كتاب مماثل إلى عنصر الوقت وبرمجته بين أولويات العمل الرسمي من جهة، وبين ضرورات الحياة وتكاليفها، من جهة أخرى. *** غير انني اخطط الآن لاصدار اكثر من كتاب قريبا بإذن الله، يضم كل كتاب مجموعة مختارة من مقالات تنتمي إلى الادارة والسياسة والتربية والانسان والمجتمع، وستكون هذه الكتب صغيرة الحجم,, كيلا اثقل على القارئ الكريم الذي تتنافس على سمعه وبصره (اغراءات) الاعلام الداخلي والخارجي المتعددة جهةً وتوجهاً، وأرجو ان أوفق في هذه التجربة، كما كان الحال مع (هواجس بيروقراطية)، مؤكداً في الوقت نفسه ان الهدف الرئيسي لهذا الجهد ليس اضافة جديد إلى معرفة القارئ وثقافته، بقدر ما هو الحرص على (حفظ) انفاس هذا القلم من الضياع في غياهب النسيان! ** ماذا تقول لهؤلاء؟ * د, غازي القصيبي: يتنافس الشعر والرواية منذ سنين على ساحة ابداعك, تُرى,, لمصلحة أيّ منهما هذا التنافس؟! *** * د, عبدالله الغذامي: أغضبت زهيراً والمتنبي ونزاراً بكتابك الجديد (النقد الثقافي),, ولم تكد تستثني من الباقين، الاحياء منهم والأموات، أحداً؟! أتذكَّرُ بهذه المناسبة قول الله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)! *** * د, منصور الحازمي: أنتَ بركان من الابداع صامت,, متى يفور هذا البركان شعراً ونقداً؟! *** * أحمد خالد البدلي: خسرتك الجامعة بزعمها انك شِخبَ، والمبدع مثلك لايشيخ! *** * عبدالكريم الجهيمان: كلما تذكرتُك,, أو ذكرتُك، لاح لي طيفُ أمسي الأدبي,, يوم كنتَ لي قدوةَ الحرف والفكر,, وتبقى يا أبا سهيل,, رمزاً جميلاً لماضٍ جميل! *** * د, أسامة عبدالرحمن: متى يتوقف جواد شعرك ونثرك عن التمرد في وادي الصمت,, كي نسمعك ونقرأك من جديد ونحبك,, كما فعلنا من قبل؟! *** * د, معجب الزهراني: تستطيع ان تثري ساحة النقد بما هو أثرى وأجمل,, لكنك مقلّ,, ربما بسبب تكاليف الجامعة,, والحياة! هلا فكرت في استثمار ثقافتك الفرنسية الرفيعة,, بترجمة بعض جماليات هذه اللغة. *** * د, فهد العرابي الحارثي: كسبنا الرهان، بفضل من الله، ثم بحضورك الجاد الجميل,, فخرجت صحيفة (الوطن) للناس (كائناً) جميلاً! *** * د, حمد المرزوقي: أن تتقاعد من الوظيفة، فهذا شأنك وحدك, لكن أن (تتقاعد) عن الاشعاع الفكري,, فشأن آخر يستغربه محبُّوك وقراؤك! *** * د, سعد البازعي: بماذا ستفاجىء قراءك,, بعد البيات الصيفي الطويل,, بين الرياض و(كلورادو)؟ *** * د, ثريا العريض: فارسة الحرف الجميل كانت تصهل كل صباح عبر (الجزيرة)! متى نرى بعض هذه الاطلالات في كتاب! *** * د, نورة السعد: ترى لو بُعِثَ مالك بن نبي اليوم حياً,, ماذا سيقول عن (أبطال الحجارة),, هذه الظاهرة الجيلية الجميلة في مجتمعنا العربي؟! *** * د, خيرية السقاف: انت تغمسين قلمك الجميل في (مداد النخبة),, ولذا، لا عجب,, إن لم يقرأ لك الدهماء من الناس! *** * فوزية أبو خالد: لا تكفي اطلالة (الخميس) في (الجزيرة),, فأنت قادرة على ضخ المزيد من حروف الابداع! *** * د, فوزية البكر: من مآثر صحيفة (الوطن) انها أخرجت حرفك من سباته الطويل ليستأنف ركضه الجميل! أكثر من مرة حرضت العزيز الدكتور فهد,, لهذه الغاية,, فما فعل هو شيئاً أو ما استجبت أنتِ!! أخيراً ** ما هو السؤال الذي تمنيت أن يطرح عليك خلال هذا اللقاء؟ السؤال هو: بم توصي به الكاتب في هذه البلاد؟ وأقول رداً على ذلك: أوصيه ونفسي بعشر خصال: 1 لا تأمر الناس بالبر وتنس نفسك، فأنت تسكن (بيتاً من زجاج)، والناس يرونك,, من حيث لا تدري ولا تريد! 2 لا تنه عن شيء وتأتيِ مثله، فللناس شفافية تخترق حاجز التناقض في أعماقك! 3 لا تكن كالشعراء، يقولون مالا يفعلون، فالناس ليسوا كلهم غاوين، فيتبعوك! 4 اغمس قلمك في (مداد) هموم الناس بصدق,, وعدل,, وجرأة. 5 تذكر أن (حرية التعبير) مسألة لا تقننها دائما (خطوط حمراء) من صنع غيرك, فأنت احيانا قد تصنع لنفسك بوهمك (خطوطاً حمراء),, تعوق قلمك ويخونك بسببها لسانك! 6 تذكر ان جهلك بالحقيقة أو تجاهلك لها أو فشلك في فهمها,, أو تعصبك لرأيك، أو تهميشك رأي (آخر),, لا يتفق معك,, وافسادك الود له بسبب الاختلاف معك,, كل هذه (خطوط حمراء),, تعوق حريتك في التعبير، وانت وحدك المسؤول عنها! 7 اقرأ,, ثم اقرأ,, ثم اقرأ,, ثم اكتب! 8 الكتابة مسؤولية,, لا ترف، وهي جسر تعبر فوقه صوب هموم الناس وليست (لوحة اعلان) للتعريف بك! 9 تجنب ان تكون واحداً أو أكثر من هذه الانماط من الكتّاب: كاتب يسفه نفسه وصولا إلى الشهرة! وكاتب يشهر بالآخرين كي (يشتهر) هو على حسابهم! وكاتب يقول نصف الحقيقة,, فيفسد تأويله ويخيب رأيه! وكاتب يكتب مادة لا تسمن,, لكن تغني من بعض الجوع! وكانت لا تسمن مادته ولا تغني من جوع! 10 ليسَ المهم أن يرضى عنك كل الناس في كل ما تكتب، لكن الاهم من ذلك ان تكتب شيئا يرضي الحقيقة والفضيلة والعدل! أما رضا الناس، فغاية لا ينبغي أن تدرك!