في يوم الاثنين الموافق 7-3-1428ه توفي والدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته عن عمر ناهز 63 سنة، بعد أن قضى حياته في خدمة الجميع بكل ما يملك من مال وجاه وجهد، فقد كان رحمه الله محباً للجميع والجميع يحبونه فقد ثبت ذلك من كل الناس المواسين والمعزين في وفاته من شيب وشباب ونساء وأطفال، جزاهم الله كل خير ووفقهم لما يحبه ويرضاه. وحتى هذه الأيام عندما يتم ذكره تجد الكل يترحم عليه لما له في نفوسهم من محبه ومودة رحمك الله يا والدي.. عاش والدي في الرياض في طفولته فقد كان يتيماً في صغره، وقامت جدتي رحمها الله بتربيته خير تربية وترغيبه في عمل الخير مع الجميع.. وفي شبابه كان ملازماً لصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وبرفقة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لفترة طويلة.. كان جليساً للكثير من الرجال الأفاضل ممن يملكون الكلمة والحكمة لا يتسع المجال هنا لذكرهم رحم الله من توفى منهم ومتع بالصحة والعافية من كان حياً يرزق وبعدها ولظروف العمل انتقل إلى مركز الداهنة بمحافظة شقراء وعاش بها حتى وفاته وكان تلك الفترة يتنقل بين مركز الداهنة ومدينة شقراء الرائعة (100كيلو متر ذهاباً وعودة) للعمل بها لدى فرع شركة الفداغي الزراعية لفترة تجاوزت الخمسة عشر عاماً تقريباً (مديراً لفرع الشركة) ساهم من خلال عمله بتسهيل الإجراءات لعموم المواطنين بالمحافظة وما جاورها للاستفادة من الخدمات التي تقدمها الشركة فيما يتعلق بالخدمات الزراعية مما تسبب في نهضة زراعية ضخمة في تلك الفترة وأصبحت المنطقة من المناطق الزراعية الأولى في المملكة بسبب التسهيلات التي تقدمها الشركة بالتعاون مع البنك الزراعي وهذه نبذة صغيرة عن حياة والدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.. فهذه هي الحياة وسنتها... فالموت حق ولا نعلم متى يكون أو في أي وقت أو ساعة, قال تعالى: {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}. وقال العزيز الحكيم: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}.. وقال تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ}. أكرر شكري لله تعالى وأحمده على فضله وإحسانه فقد من علينا بنعمه سبحانه العلي القدير السميع العليم فوالدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أدخل المستشفى بتاريخ 10-1-1428ه وحتى تاريخ وفاته في 7-3-1428ه وهذا من عند الله وفيه حكمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا وصب ولا مرض حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه).. أسأل الله تعالى أن يجعل ما أصاب والدي من مرضه تكفيراً لسيئاته وجعلها في ميزان حسناته.. وألهمنا الصبر في فراقه، قال العزيز الحكيم: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}، وقال سبحانه: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.... سوف تظل يا والدي في قلبي ونبض دمي ما حييت ودعائي المستمر لك بالرحمة والمغفرة فمازالت ذكراك العطرة في كل أنحاء منزلنا وبصماتك في عمل الخير موجودة في الكثير من المحيطين بنا فرحمة الله عليك، والحمد لله على كل حال.