الدول المجاورة لتلك التي تحفل بالاضطرابات والانفلات الأمني تُحصِّن أمنها بمختلف الوسائل التي تكفل لمجتمعها استقراراً أمنياً وتحصيناً لأي اختراق من العصابات والجماعات والمليشيات التي تحظى بدعم حتى من القوى السياسية المساهمة في حكومات تلك البلدان. العراق نموذجاً للفوضى العارمة التي تشمل كل الأراضي العراقية والتي يُساهم في تأجيجها وبقائها المليشيات التي يقودها وزراء في الحكومة نفسها وتحصل على مساعدات بنسب متفاوتة من إيرادات النفط إضافة إلى الرعاية والتدريب وتوفير الأسلحة من النظام الإيراني الذي أصبح الآمر الناهي في العراق، ولأن الجماعات الحاكمة في إيران لا تتوانى في استعمال كافة الأساليب في تخريب أمن واستقرار الدول المجاورة والإخلال حتى بوشائجها الاجتماعية، فقد كشفت الأجهزة المختصة بدول الخليج العربي عن محاولات عدة لتهريب المخدرات من إيران بتسهيلات مؤكدة من الحرس الثوري، وتتحدث معلومات عن أن الحرس الثوري يُخصص مطارات وطائرات خاصة لإرسال المخدرات لدول الخليج العربي. المملكة ولكفّ شر الجماعات الإرهابية ومليشيات التخريب أكملت إقامة استحكامات أمنية على الحدود مع العراق، وأصبح من الصعب تجاوزها عن طريق التسلل سواء عبر الأرجل أو السيارات وحتى الحيوانات، ومع تكامل المنظومة الأمنية لضمان عدم التسلل ودخول أراضي المملكة إلا عبر المنافذ الرسمية. ولأن العمل الإرهابي الذي يحتاج دائماً إلى تمويل مالي مرتفع، فقد اتجهت الجماعات الإرهابية وبمساعدة من الجهات الراعية لأعمالها الشريرة إلى تهريب المخدرات والاتجار بها كتحقيق هدفين أساسيين في مخططاتهم. أولاً: تمويل الأعمال الإرهابية من حصيلة الاتجار وتهريب المخدرات. ثانياً: الإضرار بالمجتمع المستهدف وتدمير قيمه ونسيجه الأخلاقي حتى يسهل اختراقه والعبث بأمنه واستقراره. كون المملكة قد نجحت في تأمين حدودها وأصبح من الصعب، والصعب جداً على المخربين، ومن الذين يقفون وراءهم من اختراق الحدود بالوسائل التقليدية، فقد لجؤوا إلى الأساليب غير التقليدية كمحاولة إدخال المخدرات وحبوب الهلوسة، لجؤوا إلى وسيلة مستحدثة باستخدام الطيران الشراعي لتهريب كمية كبيرة من الحبوب المخدرة عند منطقة الحدود في محافظة رفحاء. هذه المحاولة التي تكشف عن دعم مهربي المخدرات وتعاونهم مع مليشيات الإرهاب والفئات الضالة توضح أن أعمالهم تحظى برعاية جهات متخصصة تُجنّد كل إمكانياتها للنيْل من الدول المستقرة، وتظهر بأن هذه الجهة أرادت من خلال تجريب هذه الوسيلة لاختراق حدود المملكة لاستعمالها في إحداث اختراق أمني واستعمال الطائرات الشراعية في استهداف الأماكن المأهولة بالسكان أو المناطق الصناعية، وحتى المنشآت العسكرية والأمنية، وقيمة نجاح الأجهزة الأمنية في إحباط هذه المحاولة هي التأكيد على يقظتها وأنها تمتلك المقدرة على التفوق على جهات الشر مهما استعملوا من وسائل وأساليب.