قالت وزارة الداخلية السعودية أمس إن مخاوف أمنية تشكلت لديها من احتمالية قيام تنظيم القاعدة باستخدام الطائرات الشراعية، لتنفيذ عمليات إرهابية محتملة ضد منشآت حيوية، أو استعمالها لإدخال مجندي التنظيم عبر الحدود المؤمنة بسياج أمني والذي جعل من مسألة التسلل البري أمرا «شبه مستحيل». وتشكلت تلك المخاوف على خلفية تصدي قوات حرس الحدود السعودي لمحاولة تهريب شحنة مخدرات على الحدود مع العراق بواسطة طائرة شراعية، كانت تحلق على ارتفاع منخفض فجر أمس، واستطاعت تجاوز السياج الأمني عبر التحليق جوا، غير أن قوات حرس الحدود تتبعتها وتعاملت معها في الوقت المناسب، في عملية أمنية أسفرت عن القبض على قائد الطائرة، و9 آخرين كانوا في انتظار تلك الشحنة داخل البلاد، تخللها تبادل لإطلاق النار، لم يسفر عن أي قتلى أو إصابات. ويعزل بين الحدود السعودية والعراقية سياج أمني، ضربته سلطات الرياض داخل حدودها بعمق 10 كيلومترات، ومؤلف من 3 حواجز أمنية، ويبلغ ارتفاعه نحو 3 أمتار. وفي تعليقه على هذه الحادثة، قال اللواء منصور التركي المتحدث الأمني بوزارة الداخلية إنهم ينظرون إلى الأمر بشكل أكبر من محاولة تهريب مخدرات على متن طائرة شراعية، رغم خطورة هذا الأمر. وأكد التركي في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الرياض أمس أن هناك مخاوف جدية من إمكانية أن يقوم تنظيم القاعدة باستخدام الطائرات الشراعية، لتنفيذ عمليات إرهابية ضد منشآت نفطية أو مصالح حيوية داخل بلاده، أو أن يقوم (أي التنظيم) بإدخال المجندين باستخدام تلك الطائرات عبر الحدود المؤمنة. وكانت السعودية قد بدأت مشروعا ضخما لتأمين حدودها البرية والبحرية، بدءا من حدودها مع العراق، وذلك عبر بنائها سياجا أمنيا يمتد طوله لأكثر من 800 كيلومتر، ويتوقع أن يتم استكماله نهاية عام 2012، بحسب ما ذكر التركي أمس، حيث ساهم هذا السياج في القضاء بشكل شبه نهائي على حالات التسلل عبر الحدود أو عمليات التهريب. وهذه هي المرة الأولى التي تسجل السعودية حادثة استخدام طائرة شراعية في عملية تهريب عبر الحدود. وفي أكثر من مرة، حذر المتحدث الأمني بوزارة الداخلية من مغبة التحليق بالطائرات الشراعية على نحو يخل بالأمن والسلامة العامة، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية ستتعامل بحزم مع أي تهديدات من هذا النحو. وذكر متحدث الداخلية أنهم رصدوا كجهاز أمني عددا من الحالات التي حلق فيها قائدو الطائرات الشراعية على ارتفاع منخفض. لكنه قال في رده على سؤال ل«الشرق الأوسط» حول ما إذا كانت تلك الحالات تنطوي على نوايا إرهابية، بأن ذلك ليس صحيحا، حيث إن الحالات المرصودة كانت لعدد محدود من الهواة. غير أن اللواء التركي لم يقلل في الوقت نفسه من القلق جراء تحليق أي من الطائرات على ارتفاع منخفض داخل المدن، وهو ما ذكر أنه مهدد رئيسي للأمن والسلامة العامة، وأن جهاز الأمن لن يقف مكتوف الأيدي إزاء أي تهديدات قد تجلبها استخدام الطائرات الشراعية. وكانت وزارة الداخلية السعودية قد أعلنت أمس عن إحباطها محاولة تهريب شحنة من المخدرات على الحدود مع العراق، بواسطة طائرة شراعية بمحرك واحد، ومقعدين. ورفض اللواء التركي في إجابته على سؤال ل«الشرق الأوسط» تحميل سلطات الحدود العراقية مسؤولية هذه الحادثة، مفضلا انتظار نتائج التحقيقات حول هذه الحادثة. الشرق الاوسط