تحتفي بلادنا الحبيبة هذه الأيام بالذكرى الواحدة والثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس البطل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه والذي كان في العام ألف وثلاثمائة وواحد وخمسون من الهجرة الموافق للعام ألف وتسعمائة واثنين وثلاثين للميلاد الذي يصادف هذا العام الأول من الميزان الخامس والعشرين من شهر شوال من العام ألف وأربعمائة واثنان وثلاثون للهجرة المقابل للثالث والعشرون من شهر سبتمبر من العام ألفان وإحدى عشرة للميلاد. ففي ذلك العام أيقظ الله للمسلمين القائد الشهم الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه الذي قام بتوحيد الصف وجمع الشمل وأرسى قواعد الأمن والاستقرار في كافة أنحاء البلاد وأعلن اسم المملكة العربية السعودية لتكون دولة لها كيانها واستقلالها واتخاذ القرآن الكريم والسنة النبوية دستوراً ومنهجاً تقوم عليه الدولة في كافة أعمالها وشؤونها. كما أنه لم يغفل رحمه الله من توفير سبل العيش الممكنة لأبنائه المواطنين والقضاء على كل ما يعكر ويقلق راحتهم حتى ينعم الجميع بالأمن والرفاهية. لقد رسم الملك الموحد سياسة ثابتة وأقام دولة ذات ثوابت راسخة وعلاقات طيبة مع جيرانها ومع الدول العربية والأجنبية. كما أنه بفضل حنكته وقيادته الرشيدة أصبح للمملكة دور فعال ونشط في معظم القضايا العربية والإنسانية لعل من أهمها قضية الشعب الفلسطيني فقد وقف رحمه الله معه ودافع عن قضيته بكل قوة، وأكد على ضرورة إعطائه حقه واسترجاع أرضه وإصراره على إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس. لقد أسس الملك عبدالعزيز رحمه الله دولة عظيمة يشار لها بالبنان لها ثقلها ومكانتها وكلمتها في المحافل الدولية ووزنها بين الدول الأخرى. وبعد وفاته طيب الله ثراه في العام ألف وثلاثمائة وثلاثة وسبعون من الهجرة الموافق للعام ألف وتسعمائة واثنان وخمسون للميلاد خلفه ابنه جلالة الملك سعود رحمه الله الذي واصل مسيرة والده العظيم وسار على نهجه. ثم خلفه جلالة الملك فيصل رحمه الله الذي أكمل المسيرة المباركة لوالده وأخيه رحمة الله عليهما فجاء بعدهم جلالة الملك خالد رحمه الله الذي واصل مسيرة البناء والتطور ثم خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله الذي شهد عهده نمواً وتطوراً ملحوظاً ليخلفه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في العام ألف وأربعمائة وستة وعشرون من الهجرة ليكمل مشوار والده وإخوانه الكرام رحمة الله عليهم جميعاً وليبدأ عصر حديث وعهد جديد من التطور والتجديد والبناء والتقدم والرقي في شتى المجالات. بل لا يكاد يمر عام إلا ويحظى المواطن بمكارم وإنجازات تصب في مصلحة المواطن والوطن لقد حرص الملك عبدالله وفقه الله على توفير الرفاهية والسعادة وكل سبل الراحة لأبنائه المواطنين. كما حرص على جمع كلمة المسلمين والمساعدة في حل قضاياهم والوقوف مع إخوانه العرب والمسلمين في شتى بقاع العالم ومناصرتهم. إن اليوم الوطني مناسبة عزيزة يجب أن نتذكرها دائماً ونتذكر فيها والدنا المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وجهوده الطيبة الذي لولا الله ثم الملك عبدالعزيز لما كنا عليه الآن من أمن وأمان ورفاهية وعز واستقرار. كذلك يجب أن نبين لأبنائنا أهمية اليوم الوطني وما يمثله لنا وأن نغرس فيهم حب الوطن والولاء لله ثم لقادتنا ووطننا والمحافظة على أمنه واستقراره.اللهم إنا نحمدك ونشكرك على هذا ونسألك أن تعيد علينا هذه المناسبة الغالية أعواماً وأعواما وبلادنا تنعم بالأمان والخير ونعمة الإسلام والسلام. * الحرس الوطني - الرياض