سخرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية من خطاب الرئيس أوباما في الأممالمتحدة، وهي سخرية تشبه الاحتفاء، حيث أكدت أن ما قاله أوباما -الذي احتفى العرب والمسلمون كثيراً بفوزه- هو أكبر دعم لإسرائيل من على منصة الأممالمتحدة منذ تأسيسها!.قال أوباما: «إن الروابط بين أمريكا وإسرائيل غير قابلة للعبث في أي حين ومن أي أحد». ثم أضاف: «إن إسرائيل تعيش بين مجموعة كبيرة من الأعداء- نعم يا عرب-، وهذا ما يجعل دعمها وحمايتها أولوية كبرى لنا!». يا فخامة الرئيس، اتق الله، ولا تصدم الذين سهروا حتى الصباح انتظاراً لفوزك التاريخي، ثم انتظروك -ثانية- فارساً تجلب خيله لتحرير الأقصى. يا فخامة الرئيس، هلا جاملت رجال الدين في عالمنا الإسلامي، والذين باركوا لك، واضطروا لمدح بلدك للمرة الأولى. فخامة الرئيس، هل يرضيك أن يقول التاريخ: إن نتنياهو وحارس المواخير ليبرمان أشادوا بك؟، ماذا تركت لبوش الابن وديك تشيني وولفوتز وهيلاري كلينتون ومدلل إسرائيل الوسيم بيل كلينتون، وقبلهم ريجان ونيكسون وكيسينجر وجانسون؟. يا صديق العرب والمسلمين، هل بلغ بك الإحباط واليأس من الفوز بالرئاسة لمرة ثانية لهذه الدرجة؟. وهل أرعبك ريك بيري وميت رومني ونيوت قنقرتش؟ وأنتم هل فاجأكم أوباما وصدمكم، وما أكثر ما تتلقون الصدمات؟، وهل حقا كنتم تتوقعون دعمه للقضايا العربية؟، ثم هل تعلمون لماذا قال كل هذا؟. لا تثريب عليكم، انتظروا فالقادم أجمل، لأن موسم انتخابات الرئاسة الأمريكية بدأ للتو، وأوباما يطمح بالفوز، وهو داهية يعرف كيف تدار الأمور في واشنطن. أيضاً، فإنه لا بد وأن يرد الجميل لأهل الفضل، وما أدراك ما أهل الفضل؟. يأسرني النظام الديمقراطي المؤسساتي بأمريكا، وهو نظام يسير بكل سلاسة منذ أكثر من قرنين، ولا يعني نقده هجوما على الديمقراطية بأي حال، هذا النظام أصبح مؤخرا أسيرا للوبيات المتنفذة (التوباكو، صناعة السيارات، ايباك «اللوبي الصهيوني»)، ولا يمكن لأي مرشح أمريكي -عدا حالات نادرة- أن يفوز بعضوية مجلس محلي أو على مستوى المقاطعات والولايات، ناهيك عن الرئاسة، ما لم يأخذ صك براءة من ايباك، ودونكم ساسة فطاحلة أمثال قاري هارت ورولف نادر وجون هوارد وغيرهم كثير، فاسألوهم أين هم الآن، ولماذا؟. قبل ثلاث سنوات من فوزه بالرئاسة، بزغ فجأة -من اللامكان- رجل مغمور، ألا وهو حاكم ولاية أركانساس بيل كلينتون، وهي ولاية ريفية فقيرة تشتهر بمزارع الدجاج، وتساءل الناس: «من هذا؟، ومن أين أتى؟»، فقال العالمون ببواطن الأمور: «هذا رئيسكم المقبل، فاستعدوا!». وقبله وبعده، كان السيناريو ذاته، وآخرهم الرئيس أوباما، الذي بزغ نجمه فجأة في مؤتمر الحزب الديمقراطي عام 2004، وكان قبلها مغموراً بالكاد يعرفه أحد خارج الولاية التي يمثلها في مجلس الشيوخ، ومرة أخرى، تساءل الأمريكيون عمن يكون هذا الأسمر الفصيح، ذو الأذنان الكبيرتان، فقيل لهم «قد يكون رئيسكم المقبل!». وختاماً، نؤكد أنه يحصل مثل السيناريوهات السابقة أو قريباً منها في بريطانيا (تذكروا بلير)، وفي فرنسا (ابن المهاجر البلغاري ساركوزي مثالاً)، في بلد يؤمن بأن فرنسا للفرنسيين فقط!، وفي بقية دول العالم الأول. هل هناك أحد ما، يرعى زعامات العالم الحر منذ الصغر، ثم يظهرها في اللحظة المناسبة؟. الموضوع بين أيديكم. فاصلة: «في الدول الديمقراطية، نريد أن نعطي أصواتنا لأفضل الناس، ولكنهم للأسف لا يترشحون!». فرانك هوبارد.