في 23 سبتمبر غرة الميزان, منذ واحد وثمانين عاما أعلن جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- توحيد هذا الكيان الشامخ تحت مسمى المملكة العربية السعودية متخذا من كتاب الله وسنة نبيه منهجا للحكم ودستورا للدولة. وباحتفالنا بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا فإننا ندرك الجهد الذي بذله رحمه الله لتوحيد هذا الوطن وما قدمه شعبه بجمعهم بعد فرقتهم تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله, فجعل من هذا الوطن نموذجا يحتذى به في وحدته وشموخه وصفاء عقيدته فكان هدفه التوحيد لرب العباد ثم توحيد البلاد, فعم الخير واستتب الأمن والعدل وأرسى أسس الدولة العصرية الحديثة المباركة ثم تعهده وسار على نهجه أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله-. إذ صانوا العهد والوعد وقدموا لوطنهم كل ما يدعم نهضته ورقيه وتطوره حتى أصبح له المكانة المرموقة بين دول العالم, ثم جاء العصر الزاهر عصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-. وشهدت البلاد منذ توليه الحكم نقله نوعية في شتى المجالات فكان المواطن شغله الشاغل وله أولوية الاهتمام به فزارهم في قراهم وهجرهم ومدنهم وتملس احتياجاتهم وعمل على تحسين مستواهم المعيشي, وكذلك أمر حفظه الله بالدعم المالي لصناديق الإقراض ليتمكن المواطن من بناء المسكن المناسب وتشييد المصانع الداعمة لزيادة دخل الفرد السعودي والاقتصاد الوطني كما أمر حفظه الله ورعاه بإحداث فرص وظيفية يلتحق بها شباب هذا الوطن وكذلك بتخصيص رواتب للعاطلين عن العمل من الرجال والنساء على حد سواء حتى يجدوا فرص العمل المناسبة, كذلك اهتم بالمنتسبين للضمان الاجتماعي فأولاهم اهتمامه ورعايته الخاصة. كذلك اهتم بالتعليم والمعرفة لقناعته بأنها أساس نهضة الدولة وتطورها, فاهتم بتطوير التعليم العام والتقني وكذلك بالتعليم العالي, فأمر ببناء الجامعات في كل مناطق المملكة ليصل عددها إلى خمس وعشرين جامعة وعشرات الكليات التقنية, وتم تأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتستقطب الطلاب من جميع أنحاء العالم ببرنامجها الذي يعتبر الأول على مستوى العالم من ناحية المنح الدراسية لتكون منارة للعلم ورائدة في التطور المعرفي العالمي, ولم يغفل حفظه الله عن المرأة ودورها الفاعل في المجتمع فقد أنشأ جامعة نسائية متكاملة هي جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي تعد أكبر جامعة نسائية في العالم, وكذلك أمر بإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية المتجددة وكذلك برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي الذي يقدم للطلاب والطالبات فرصا دراسية على حساب الدولة في الجامعات الخارجية لنيل درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه, وأخيرا وليس آخرا من منجزات العطاء أصدر أمره حفظه الله في الرابع عشر من رمضان من العام الهجري ألف وأربع مائة واثنين وثلاثين بإنشاء الجامعة السعودية الإلكترونية التي تعنى بالتعليم الإلكتروني المبني على التعليم عن بعد. وأولى حفظه الله جل اهتمامه برعاية الحرمين الشريفين إذ أمر حفظه الله بتنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام لخدمة وراحة قاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين والحجاج، بتكلفه بلغت أكثر من 80 مليار ريال. إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله له أيادي بيضاء في الأعمال الإنسانية على مستوى العالم فما أن تقع كارثة اقتصادية أو بشرية أو طبيعية إلا وكان له مواقف مشرفة لإيجاد الحلول العاجلة لإغاثتهم. إن المملكة العربية السعودية حينما تحتفل باليوم الوطني فإنها تحتفل بإنجازات عظيمة سواء كانت على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي تزداد عاما بعد عام, وبهذه الإنجازات العظيمة والأمن المستتب ورغد العيش وتلاحم الشعب مع القيادة انتهز هذه الذكرى العزيزة على نفوسنا جميعا وأهنئ قائد مسيرة هذا الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بين عبدالعزيز حفظهم الله جميعا والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الكريم كما أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لنا وطننا من كل مكروه وأن يديم عزه واستقراره. (*) عميد شؤون الطلاب بجامعة شقراء