القيادة الكويتية تهنئ خادم الحرمين بمناسبة اليوم الوطني ال (94) للمملكة    المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون يشيد بالمنجزات المحققة للمملكة بمناسبة اليوم الوطني ال 94    فيصل بن سلطان: المملكة نجحت في صناعة نهضة فريدة في مختلف الأصعدة    سقوط 17 قتيلاً.. إسرائيل توسع التوغل في رفح    الأرقام ترجح كفة ميتروفيتش على رونالدو    سلطان عمان يهنئ خادم الحرمين الشريفين بمناسبة اليوم الوطني ال (94) للمملكة    من أعلام جازان.. الشيخ الدكتور "سليمان بن علي بن محمد الفيفي    تأهب إسرائيلي .. هل حانت «ساعة الصفر»؟    السعودية تشارك في جلسة الآمال الرقمية ضمن مؤتمر قمة المستقبل    شيخ شمل قبيلة السادة والخلاوية: نستلهم في اليوم الوطني ال94 النجاحات المُحققة للمملكة على مرّ الأجيال    إيران: 51 قتيلاً ضحايا انفجار منجم الفحم    "فلكية جدة": اليوم "الاعتدال الخريفي 2024" .. فلكياً    البديوي يؤكد أهمية دور المجتمع الدولي في دعم الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها الأممية    "الأرصاد" استمرار هطول الأمطار على جازان وعسير والباحة ومكة    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على هذال بن سعيدان    الموت يغيب مطوف الملوك والزعماء جميل جلال    رايكوفيتش: كنا في غفوة في الشوط الاول وسنعود سريعاً للإنتصارات    أخضر تحت 20 عام يبدأ التصفيات الآسيوية بالفوز على فلسطين    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الجزائري الأوضاع في غزة    ريال مدريد يسحق إسبانيول برباعية ويقترب من صدارة الدوري الإسباني    في كأس الملك.. الوحدة والأخدود يواجهان الفيصلي والعربي    ولي العهد يواسي ملك البحرين في وفاة خالد آل خليفة    279,000 وظيفة مباشرة يخلقها «الطيران» في 2030    مئوية السعودية تقترب.. قيادة أوفت بما وعدت.. وشعب قَبِل تحديات التحديث    صناديق التحوط تتوقع أكثر السيناريوهات انخفاضاً للديزل والبنزين    أمانة القصيم توقع عقداً لنظافة بريدة    وداعاً فصل الصيف.. أهلا بالخريف    «التعليم»: منع بيع 30 صنفاً غذائياً في المقاصف المدرسية    "سمات".. نافذة على إبداع الطلاب الموهوبين وإنجازاتهم العالمية على شاشة السعودية    دام عزك يا وطن    بأكبر جدارية لتقدير المعلمين.. جدة تستعد لدخول موسوعة غينيس    "متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان" يؤكد على مواصلة العمل الجماعي لإنهاء الأزمة في السودان    "قلبي" تشارك في المؤتمر العالمي للقلب    فريق طبي بمستشفى الملك فهد بجازان ينجح في إعادة السمع لطفل    اكتشاف فصيلة دم جديدة بعد 50 عاماً من الغموض    لا تتهاون.. الإمساك مؤشر خطير للأزمات القلبية    "الداخلية" توضح محظورات استخدام العلم    "الداخلية" تحتفي باليوم الوطني 94 بفعالية "عز وطن3"    مركز الملك سلمان: 300 وحدة سكنية لمتضرري الزلزال في سوريا    ضبط 22716 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    يوم مجيد لوطن جميل    أحلامنا مشروع وطن    مسيرة أمجاد التاريخ    صور مبتكرة ترسم لوحات تفرد هوية الوطن    الملك سلمان.. سادن السعودية العظيم..!    خمسة أيام تفصل عشاق الثقافة والقراء عنه بالرياض.. معرض الكتاب.. نسخة متجددة تواكب مستجدات صناعة النشر    تشجيع المواهب الواعدة على الابتكار.. إعلان الفائزين في تحدي صناعة الأفلام    مجمع الملك سلمان العالمي ينظم مؤتمر"حوسبة العربية"    إقامة فعالية "عز الوطن 3"    مصادر الأخبار    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. تنظيم المسابقة المحلية على جائزة الملك سلمان    فأر يجبر طائرة على الهبوط    حل لغز الصوت القادم من أعمق خندق بالمحيطات    الابتكار يدعم الاقتصاد    تعزيز أداء القادة الماليين في القطاع الحكومي    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة يستأصل بنجاح ورماً ضاغطاً على النخاع الشوكي    أبناؤنا يربونا    خطيب المسجد النبوي: مستخدمو «التواصل الاجتماعي» يخدعون الناس ويأكلون أموالهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خادم الحرمين: لن نقبل أي فكر ينال من ثوابتنا التي انعقد عليها وجدان كل مواطن فينا
خلال كلمة ألقاها النائب الثاني نيابة عنه في افتتاح مؤتمر ظاهرة التكفير المنعقد في المدينة المنورة
نشر في الجزيرة يوم 21 - 09 - 2011

المدينة المنورة - مروان قصاص - على الأحمدي-
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - افتتح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مساء أمس بقصر سمو أمير منطقة المدينة المنورة بسلطانة بالمدينة المنورة فعاليات (مؤتمر ظاهرة التكفير، الأسباب، الآثار، العلاج « الذي تنظمه جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بحضور عدد من الشخصيات العالمية.
كان في استقبال سمو النائب الثاني لدى وصوله مقر الحفل يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز مستشار سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ومساعد وزير الداخلية للشؤون العامة، صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد العزيز بن ماجد، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن ماجد. كما كان في استقبال سمو النائب الثاني معالي مستشار سمو النائب الثاني أمين عام جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة رئيس الهيئة الإشرافية العليا للمؤتمر الدكتور ساعد العرابي الحارثي، ومعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا الخيل، ووكيل إمارة منطقة المدينة المنورة سليمان بن محمد الجريش، والمدير التنفيذي لجائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة الدكتور مسفر البشر. وبعد أن أخذ سمو النائب الثاني مكانه في الحفل بدئ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
كلمة د. الحارثي
بعد ذلك ألقى معالي مستشار سمو النائب الثاني أمين عام جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة رئيس الهيئة الإشرافية العليا للمؤتمر العالمي لظاهرة التكفير الدكتور ساعد العرابي الحارثي كلمة رحب فيها بأصحاب السمو والسماحة وأصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة. وقال « السمو والكمال والشمول والتوسط والتيسير والرفق والرحمة ورفع الحرج والنهي عن الغلو والتحذير من التطرف.. هذه كلها من أبرز سمات ديننا الإسلامي الحنيف وبهذه السمات والمحاسن الإسلامية ضمن الإسلام للناس العيش في أمن وأمان ورخاء وطمأنينة وإخاء واستقرار -. وأردف قائلا : إنه وفي وقتنا المعاصر شذ بكل أسف جمع من الناس عن سلوك المنهج الوسط والدين الحق واضطربت صلتهم به وتورطوا بشططهم في فهم الدين عقيدة وشريعة وسلوكا وأخلاقا فزرعوا بذلك بذرة الغلو التي أنبتت شجرة خبيثة أثمرت فتنا متعددة وأفكارا منحرفة . وحذر من الفتن وأخطرها على الأمة فتنة التكفير التي أيقظت فتنة الخوارج الضالة المندثرة وأعادت بعد اندثار مأساتهم انطلاقا من خطورة هذه الفتنة وإيمانا بأهمية دراستها دراسة علمية تعالجها من جذورها صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على أن تقيم جائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بالتعاون مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مؤتمرا عالميا يشارك فيه ثلة من العلماء والباحثين بدراسة ظاهرة التكفير وقوفا على أسبابها وتفنيدا لشبهاتها وبيانا بآثارها وصولا إلى سبل علاجها واجتثاثها. ومع صدور موافقة المقام السامي الكريم على رعاية هذا المؤتمر أصدر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود راعي جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة توجيهاته الكريمة بالعمل الجاد الدؤوب للإعداد للمؤتمر بما يتناسب مع رعايته وعلميته وعالميته، وتم تكوين منظومة متكاملة من اللجان المشرفة والمنظمة والمنسقة والمنفذة للمؤتمر وهي لجنة الإشراف العليا واللجنة التحضيرية واللجنة العلمية واللجنة التقنية واللجنة الإعلامية ولجنة العلاقات العامة ولجنة التنظيم ولجنة المعرض واللجنة النسائية وكان ذلك بإشراف ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز المشرف العام على الجائة.
وقال الدكتور الحارثي: اليوم نصل - بعد توفيق الله - إلى قطاف ثمار الجهود والأعمال المتواصلة بإقامة هذا المؤتمر بمشاركة جمع من العلماء والباحثين والباحثات الذين اسهموا بأبحاثهم ودراساتهم عن هذه الظاهرة وسيشاركون في الجلسات العلمية لمناقشة ما يربو على 100 بحث ودراسة في خمس عشر جلسة علمية خلال ثلاثة أيام متواصلة؛ للخروج بتوصيات علمية وعملية تسهم في القضاء على هذه الفتنة واجتثاثها من جذورها وتوعية المسلمين بخطرها على الأفراد والمجتمعات.
كلمة الأمير سعود بن نايف
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز مستشار سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ومساعد وزير الداخلية للشؤون العامة كلمة حمد الله فيها والقائل في محكم كتابه - وكذلك جعلناكم أمة وسطا - والصلاة والسلام على رسولنا - صلى الله عليه وسلم - الذي قال : من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما .
سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية راعي جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة أصحاب السمو والسماحة أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة العلماء والباحثون والباحثات الضيوف الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جميعنا يعلم خطورة ظاهرة التكفير على الفرد والأمة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، كما أن من المتفق عليه بين أهل العلم أن فتنة التكفير هي أول الفتن ظهوراً بالإسلام وهي منبع الكثير من الانحرافات العقائدية والسلوكية والخلقية والنفسية التي مزقت جسد الأمة الإسلامية. وبين انه في عصرنا الحاضر استفحلت هذه الفتنة الخطيرة وانتشرت وتسللت إلى مجتمعاتنا الإسلامية والعربية؛ مما أوجب علينا أن تكون لنا تجاهها وقفه علمية وعملية واعية تسبر غور أسبابها وتقدم الحلول المناسبة للتعامل معها ودرء مخاطرها وتكوين حصانه فردية واجتماعية ضدها. ومضى سموه موضحا أنه إدراكا من جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة لخطورة ظاهرة التكفير فقد سبق أن طرحت الجائزة عدداً من الموضوعات المتعلقة بتبيان هذه الظاهرة وفاز عدد من العلماء والباحثين بالجائزة في هذا المجال ونشرت الأبحاث ووزعت على عدد من الجامعات والمؤسسات العلمية والأفراد داخل المملكة وخارجها ومن تلك الموضوعات التكفير في ضوء السنة النبوية، الوسطية في الإسلام ودلالتها من السنة النبوية، حرية الرأي في الإسلام، الأمن الفكري في ضوء السنة النبوية، أحاديث الفتن وأشراط الساعة بين الفهم الصحيح والتأويلات، فقه الواقع المعاصر في ضوء السنة النبوية. وإيمانا من جائزة نايف آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بخطورة فتنة التكفير وتحقيقاً لرسالة الجائزة وأهدافها تبنت الجائزة عقد مؤتمر ظاهرة التكفير وصدرت موافقة المقام السامي الكريم على إقامة هذا المؤتمر العلمي العالمي بالتعاون مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الذي يناقش ظاهرة التكفير من جميع جوانبها لإيجاد الحلول العلمية والعملية التي يمكن أن تسهم في الحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها - بعون الله وتوفيقه - واكد سمو مساعد وزير الداخلية في كلمته أن هذا المؤتمر يأتي استمراراً وتأكيداً للدور الريادي تتسنمه جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة في خدمة العالم الإسلامي الحنيف في إطار جهود قيادة هذه البلاد المباركة تجاه خدمة الإسلام والمسلمين.
واختتم كلمته موجها شكره الجزيل لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود - حفظهما الله - على دعمهما ورعايتهما لكل جهد في خدمة الإسلام والمسلمين ولموافقة المقام السامي الكريم على إقامة هذا المؤتمر والتفضل برعايته، كما أتوجه لكم يا سيدي بالشكر الجزيل على افتتاحكم لهذا المؤتمر وتوجيهاتكم السديدة ومتابعتكم المستمرة ودعمكم المتواصل لكي يحقق - بإذن الله تعالى وتوفيقه - أهدافه وغاياته السامية، ولا يفوتني أن أشكر صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة على جهوده في تسيير كل ما من شأنه إقامة ونجاح المؤتمر وأشكر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وتعاونها بأعمال المؤتمر ولجانه وللأمانة العامة بالجائزة الشكر والتقدير على جهودها في تنظيم هذا المؤتمر والشكر موصول لكل العاملين في لجان المؤتمر على جهودهم المتميزة في سبيل إنجاح هذا العمل الإسلامي الكبير وشكر خاص لكل العلماء والباحثين والباحثات الذين أثروا المؤتمر بأبحاثهم العلمية المؤصلة.
ثم ألقى الأستاذ قطب مصطفي سالم وزير سابق بجمهورية غينيا كلمة المشاركين حيث رحب بسمو النائب الثاني والحضور وقال: نيابة عن الجميع نرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين ولولي العهد ولسموكم الشكر والتقدير على جهودكم ورعايتكم لكل ما يهم الشعوب الإسلامية وما رعاية خادم الحرمين الشريفين هذا المؤتمر إلا تأكيد على هذه العناية المميزة. وقال: اليوم وبحضور كوكبة من العلماء والباحثين والباحثات لدراسة ظاهرة التكفير في هذا المؤتمر الذي يعتبر من أهم اللقاءات للتصدي للغلو والإرهاب والتكفير وهو تأكيد من هذه البلاد على حماية الدين والتصدي للظواهر التي تسئ إليه. واثني قطب على كرم الضيافة التي حظي بها الجميع.
كلمة خادم الحرمين
بعد ذلك ألقيت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وفيما يلي نصها:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... أما بعد:
يسرني أن أخاطبكم في هذه المناسبة المباركة على هذا الثرى الطيب وقد انتظم عقد علمائها ومفكريها للتباحث حول موضوع في غاية الأهمية، حفلت به نصوص الشريعة الإسلامية تحذيراً وتنديداً وتنكيلاً.
أيها الإخوة الكرام إن اجتماعكم اليوم على محاور هذا المؤتمر العالمي عن ظاهرة التكفير الذي نستشرف نتائجه وتوصياته يعد في طليعة الأعمال الملحة حيث الحوار قائم ومرتكز على الكتاب والسنة الذي حذر أشد التحذير من الانزلاق في مسائل التكفير بغير علم ولا هدى، وهو مسلك فئة ضلت سواء السبيل وانحرفت عن جادة الحق التي بيَّنها لنا أهل العلم على أصول الشريعة وقواعد الإسلام فلم يتركوا في هذا زيادة لمستزيد ولا ثغرة لمستدرك وهم الذين نفوا عن كتاب الله تحريف المغالين وتأويل الجاهلين. ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل علم يكون له فتنة ومن يريد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً.
أيها الإخوة الكرام: إن من استقرأ تاريخنا الإسلامي واستنطق فصوله ومشاهده واطلع على أسباب قبول الإسلام والتصالح معه عبر التاريخ يعلم الحقيقة ويدرك مكامن وأسرار هذا الدين القويم الذي نهى شرعنا الحنيف عن الغلو والتطرف فيه والتقول على شرع الله بالكذب أو التأويل أو التكلف، فمصرع الجميع في هذا واحد وإن اختلف المخرج والمقصد. لقد قال نبينا - صلى الله عليه وسلم - إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين - وهذا الغلو هو مدخل ضلال الناس وخروجهم عن الإطار الشرعي والمحكم لدين الله الذي استقر بحمد الله في قلوب العالمين علماً وإدراكاً.
إن هذا الانتشار لدين الإسلام بعالميته ونبل مقاصده لم ولن يكون بمفاهيم التطرف والغلو وأدوات التخريب والتدمير والاعتداء على النفوس البريئة التي قال الله تعالى في مقترف جرمها - من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا - وقال تعالى - ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة - ولا يشك مسلم أدرك حقيقة الإسلام أن الاعتداء على النفوس البريئة بالتأويلات الفاسدة يتحقق في قول رسولنا - صلى الله عليه وسلم - حين قال - اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة -.
إن ما نطرحه في هذا الشأن هو بيان وتبرئه لفكرنا الإسلامي الأصيل واعتدال منهجه وسمو مقصده ويكفي أن من لا يدين بدين الإسلام بوسطيته واعتداله قد اكتوى بأدوات التطرف لديه وهي المحسوبة على فكره ومنهجه، فالتطرف لا وطن له ولا دين ونحن نؤكد من وحي شرعنا العظيم أن دين الله الوسطية بين الغالي فيه والجافي عنه وهو معنى قول الحق سبحانه - وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا - وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - هلك المتنطعون -.
لقد أرسل الله تعالى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - شاهداً ومبشراً ونذيراً وبعثه بالحنيفية السمحة وبالرحابة والسعة وبمكارم الأخلاق والعفو والصفح والرحمة بالناس وإحسان الظن بهم حتى قال بعض السلف - لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد له في الخير محملاً - فكيف إذا ارتد السوء إلى التفسيق ثم التكفير وعلى أثره القتل والتدمير وهي حلقات متصلة يجر بعضها بعضا.
أيها الإخوة الكرام: لقد حذرت شريعة الله من التساهل في الحكم على الآخرين في أمور يسيرة لا تبلغ حد التفسيق فضلاً عن التكفير حتى ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - قوله - من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما - وهذا الحكم الشرعي في منتهى الخطورة وحري بالمراجعة والعظة وإذا كان سباب المسلم فسوقاً فكيف بتكفيره. والمتأمل في الشروط والضوابط التي أوضحها علماؤنا في مسائل التكفير يقف أمام حواجز وموانع بالأدلة الشرعية تمنع من الانزلاق في هذا المنحدر الأخير. لقد عانينا كما عانى غيرنا من مجازفات التطرف وضلال الفكر، وليت الأمر توقف عند هذا الحد فلن يضرونا فيه إلا أذى كما قال سبحانه وتعالى - لن يضروكم إلا أذى - لكن تطور الأمر إلى أعمال تخريبية إفساداً في الأرض وإهلاكاً للحرث والنسل ومكر بالليل والنهار في مد من الضلال لا بد لنا من مواصلة التصدي له ومناجزته بكل قوة وحزم، ولن نفرح في هذا بشيء كما نفرح بهداية من ضل إلى سواء السبيل وهو منهجنا مع كل موقوف على ذمة هذه القضايا ومن جانب الصراط السوي وكابر الحق ورده فمرده إلى الشرع المطهر الذي نعتز بتحكيمه والاهتداء بهدية.
لقد غرر ببعض أبنائنا فئات نعلم ما وراءها من إرادة السوء بهذه البلاد، فضلاً عن فئة أخرى تتلقف ما يرد على فكرها من نظريات التطرف والضلال وحسبنا أن مجتمعنا الإسلامي ينبذ بفطرته السليمة الأفكار الضالة والأساليب المتطرفة ولن نقبل بأي فكر ينال من ثوابتنا التي انعقد عليها وجدان كل مواطن فينا ولن نصادر أحدا في حرية فكره ما دام في إطاره المعتدل، وعليه فلن نرضى المساس بقيمنا الراسخة ومحاولة تغيير وجداننا الوطني المتآلف على فطرته السوية ونهجه الوسطي المعتدل من قبل أي إنسان فهذا هو دستورنا وهذه عقيدتنا وسنكون مع غيرنا أرحب من غيرنا بنا والأيام دلائل وشواهد على أقوالنا وأفعالنا، وسنكون في مجتمعنا الدولي أداة سلم وسلام وبر وصلة ووئام ندعو لخير البشرية ونعادي مد الشر ونقاومه ونبرأ إلى الله من أي قول أو فعل يُحسب على مفاهيمنا ونحن منه براء، وسجلنا مفتوح لكل طالب حق منصف متجرد.
ولقد عانينا مثل غيرنا من أضرار ومفاسد الفكر الضال ولن يهدأ لنا بال حتى يستقيم على الطريقة أو نستأصله من أرضنا الطاهرة فلا مكان بيننا لهذا العنصر الدخيل، أما قضايانا الاجتماعية الأخرى فهي في دائرة الحوار والنقاش بين أبناء الوطن الواحد وغالب الأطروحات في هذا لا تخرج عن أن تكون قضايا اجتماعية يقررها المجتمع السعودي ولها الصدارة في النفس.
وسيكون كل متسبب في فتح أبواب التيه المهلك على محك السؤال والحساب دنيا ودينا والله حسيب وطليب كل ضال مضل وفاسد مفسد.
وسنواصل - بعون الله - ملاحقة فئة الضلال والفساد والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. ونسأل الله أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر ويدلنا على خير أمرنا ويلهمنا رشدنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. كما أسأل الله تعالى أن يسددكم ويبصركم في أعمال هذا المؤتمر ويجعل التوفيق والصواب حليفكم والاحتساب مقصدكم ولا يحرمكم الأجر والثواب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك تناول الجميع طعام العشاء بالمناسبة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.