سقط حلم الخلافة العثمانية والإسلامية الذي تمسح به كثيرون ممن ركضوا خلف أردوغان خلال العامين الماضيين باعتباره يلوح بحلم الخليفة المنتظر وهو ما يدغدغ أحلام أتباع الإسلام الرديكالي الذين يعيشون انتظارا لتحقق فكرة فناء الغرب وحكم المسلمين للعالم. سقط الحلم الرديكالي العظيم حين بشر أردوغان بالعلمانية ونصح بقليلها الآن كي تنجح الشعوب العربية في تحقيق المكاسب من ثوراتها. تحافظ تركيا على مكانتها في الغرب وسياساتها الناجحة والثابتة بأردوغان أو غيره. ولم تتحق غواية الإسلاميين الرديكاليين لأردوغان في أن يتحول لابن لادن جديد حتى لو فقد الكثير من المريدين. المريدون الذين يرون الآن أن أردوغان غرر بهم لأنه ينادي بحل العلمانية حتى تنجح الدول العربية ببناء دول مدنية تتعايش فيها كافة الأديان والتيارات. يظن المتطرفون الإسلاميون أن أوردوغان كان يلوح بالتجربة الإسلامية ويروج لها عالميا حين دعمت تركيا قضايا العرب ووقفت في وجه إسرائيل وإيران، لايعي هؤلاء أن تركيا دولة علمانية يرأسها حزب إسلامي من منطلق الديمقراطية المكفولة لكل الأحزاب وأن تركيا اتخذت هذه المواقف ليس لأن أوردغان مسلم بل لأن مصالح تركيا ومواقفها الإنسانية تحتم ذلك تماما مثل موقف فرنسا الداعم لليبيا. ستنجح الثورات العربية إذا لم يختطفها المتطرفون الذين يعيشون ليفنى الغرب ! وستنجح الشعوب العربية إذا آمنت بحوار الأديان وضرورة التعايش السلمي بكرامة وعزة ومساواة ورأس مرفوعة.