واصلت لجنة التحكيم بجائزة شاعر الملك مساء أمس الأول استماعها لشعراء جدد من ضمن الشعراء المتأهلين إلى المرحلة النهائية من مسابقة شاعر الملك التي انطلقت فعاليات مراحلها النهائية الأسبوع الماضي بقاعة الأمير سلمان بن عبد العزيز بالناصرية بحضور عدد من أصحاب السمو الأمراء والمسئولين والمثقفين والشعراء والفنانين وحشد كبير من محبي الشعر ومتذوقيه، وقد استمعت اللجنة في إطار هذه المسابقة إلى قصائد شعرية جديدة في شخصية الملك من قبل دفعة جديدة من الشعراء هم: الشاعر ضيف الله عماش العتيبي وعايض ناصر العتيبي وعبد العزيز إبراهيم الشهيل وعبد العزيز سلمان الفراج وعبد الله رمضان الرسلاني وعبد الله زويبن الحربي وعبد الله سماح المجلاد وعبد الله عبيان اليامي وعبد الله محمد آل منصور والشاعرة خزنة عايد الشمري جميعهم تألقوا في المشاركة ونالت قصائدهم إعجاب الحضور والمشاهدين الذين يتابعون المسابقة على الهواء مباشرة في العديد من القنوات الفضائية منها قناة المرقاب وروتانا في داخل المملكة وخارجها، وتقوم اللجنة بعد الاستماع ومتابعة أداء الشاعر بتقييم القصيدة والتصويت عليها مباشرة، وقد اعتمدت اللجنة آلية عادلة لمشاركة المتسابقين في الحلقات النهائية بحسب الحروف الأبجدية، حتى خروجهم على المسرح أثناء البث المباشرة وفق الآلية نفسها. من جهتها، أكدت لجنة التحكيم بين المتسابقين، أنها مستقلة في آرائها وقراراتها وأن الدرجة التي يضعها عضو اللجنة تتم مباشرة وإلكترونياً من دون أي تدخل، وتظهر الدرجات مباشرة على شاشة العرض من دون إيضاح أسماء الأعضاء حتى يكونوا بعيدين عن أي ضغوط أو حرج سواء مع الشعراء أو الجمهور، وأوضحوا أن تحديد المتأهلين للجولات النهائية من المسابقة لن يعلن عنه إلا مع تقييم الشعراء حيث سيعلن عن أسماء الشعراء الأعلى حصولاً على تقييم لجنة التحكيم. واتفق أعضاء لجنة تحكيم مسابقة (شاعر الملك) على أهمية المسابقة التي تنبع من دلالة ورمزية الاسم الذي تحمله، مؤكدين أن المضامين التي تهدف إليها والرسائل النبيلة التي تحملها إضافة إلى حملها اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كان السبب الرئيس في إبداء الموافقة الفورية على المشاركة كحكام مستقلين في آرائهم ولا يضعون تحت منظورهم سوى القصيدة فحسب. وتمنى الناقد علي المسعودي أن يكون حضوره مختلفاً عن المسابقات الأخرى بالشكل الأفضل ويكون مرضياً لمن اختاره لأن يكون ضمن اللجنة، لافتاً إلى أن المكان ليس سهلاً لكبر المسؤولية الملقاة على عاتقه في ظل وجود أساتذة في الشعر. وقال: «المشاركة في مسابقة (شاعر الملك) فرصة لا تفوت بالنسبة لي، أولاً لاسم الملك هذا الرجل الذي يسكن القلوب، وتقديراً لهذا الرجل الذي يعني الكثير للأمة العربية والإسلامية»، وأضاف: «الإخوان في قناة (المرقاب) كانوا حريصين على وجودي ومحبتهم أخجلتني».. وأوضح أن من معاييره عند رؤية النص التركيز على جمال القصيدة بكل منطلقات الجمال أثناء تقديمها من الشاعر: «فلا يكفي أن تكون جميلة فحسب، بل يجب أن تقدم بشكل جميل، وأتمنى أن أُوفق في الكلام الذي يرضي ضميري». وكشف الأستاذ الدكتور محمد بن مريسي الحارثي أستاذ النقد الأدبي في قسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى، أن أعضاء اللجنة يمنحون وقتاً كافياً للحكم على القصيدة، مشدداً على وجود معايير وقتية، فعندما ينتهي الشاعر من إلقاء قصيدته يوازن عضو اللجنة بين ما استمع إليه ليصل إلى تقويم نهائي للنص. من جانبه، أوضح الدكتور سعود الصاعدي أن قصيدة المدح لها معايير تراكمية تنتج عن تراكم شعري في سياق ثقافي وستكون وفق هذه النظرية الفنية النقدية، ملمحاً إلى أن التقييم الفني يرتكز فيما يقرؤونه على الورق. وقال: «هذا لا يعني إهمال الإلقاء الدلالي الذي ينبع من روح النص وينسجم معه، على العكس من الحضور المسرحي البعيد من النص والذي لن ألقي له بالاً»، وذكر الصاعدي أن مسمى المسابقة هو سبب موافقته على المشاركة فيها. وفي السياق ذاته، أكد الدكتور جريدي المنصوري أمين عام سوق عكاظ تركيزه على النظر إلى المفردة والتركيب واختيار الوزن والقافية والبعد الجمالي للنص والصورة الشعرية وحضور الشاعر ومهاراته وأدواته في الإلقاء وتجسيد حضوره الشعري. وحول ظهور الدرجات بصورة مباشرة أمام الجمهور قال المنصوري: «ذلك لا يسبب لنا حرجاً ويندرج تحت مبدأ الشفافية ونحن لا نخاف الحرج كوننا نخشى الله قبل كل شيء، ونحن حريصون أن نكون معتدلين في التعاطي مع الأمور». أما الشاعر راشد بن جعيثن فأكد عدم وجود تعليمات للجنة حول المعايير مبيناً أنهم ينظرون إلى الإبداع والجديد، موضحاً أن الشعراء المشاركين أكثر ثقافة ومرونة وتقبلاً للنقد. وقال: «قرأت مجموعة من قصائد المتسابقين فوجدت شعراء يكتبون الشعر للشعر، والمحكم لا بد أن ينزل لمستوى كل شاعر بعيداً عن لغته». وقد شهدت الحلقة الأولى الافتتاحية من المرحلة النهائية لمسابقة «شاعر الملك» حضوراً غفيراً من الجمهور خصوصاً متذوقي الشعر يتقدمهم عدد من أصحاب السمو الملكي المهتمين بهذا الموروث الشعبي العريق إلى جانب مسؤولين بارزين في الدولة على مختلف المستويات، ويتوقع بأن يتضاعف عدد الحضور مع سخونة التنافس بين الشعراء والشاعرات واقتراب مرحلة حسم الفائز بالمسابقة.