اعتادت أذن كل منا على سماع عبارة (المشهد الثقافي) تتردد كثيراً فيما يتصل بأوضاع وأحوال الأدب والفن وأهليهما، لكن ماذا عن (ثقافة المشهد)! مشهدنا السعودي في هذه الفترة يمر بمرحلة تغير كبير بعد الكثير من التغيرات والعوائق التي مرت بها بعض الجهات المسؤولة تناولها البعض كمادة إعلامية، فتحدثوا مثلاً عن التشتت في آلية العمل الإداري؛ ازدواجية التنفيذ والتباس المعلومات إعلامياً أو نقلوا حالة التبرم للمثقفين والفنانين على حد سواء، وحزن القدماء على إنكار جهودهم يقابله إحباط الشباب وإحجامهم مما يرونه أمامهم، وتوتر المسؤولين في المقابل بسبب بعض المشاكل المتراكمة بين أصحاب الشأن؛ مع عدم إنكار الكثير من الإنجازات الجميلة التي نحترم من قام بها، عند الحديث عن المشهد الثقافي أتمنى أن يغلب إحسان الظن على سوئه أولاً ومن ثم يتم التفحص والنظر بأكبر قدر من التجرد من الذاتية، وبنظرة شمولية لكافة الأطراف، إن المشهد الآن مقبل على اتخاذ خطوات مهمة، انتخابات الأندية الأدبية وتشكيل إداري جديد في فروع جمعية الثقافة والفنون وانتظار لما سيحصل للجمعية السعودية للفنون التشكيلية وغيرها من الجمعيات المتخصصة ذات الصلة الثقافية بالمجتمع، وبعد التحول البشري نحو الإعلام الجديد فإن هذا الأخير بدوره سيكون العين الراصدة لكل ما سبق، لذا فإن ثقافة المشهد تحتم ضرورة الالتفات إليه كأداة مهمة في التطوير قبل أن يلتفت هو إليها؛ حيث إن أهميته تكمن في تفعيله للعلاقات الإنسانية ضمن النسيج الثقافي أولاً ومن ثم تجديد الروح في الجسد الواحد المحلي، أعتقد أن الإعلام الجديد هو حلقة الوصل الأمثل بين عموم المثقفين يعزز للتعارف وتقارب الرؤى وتجانس الأفكار مما يمهد للنجاح الأولي على مستوى الأفراد ومن ثم نجاح للوضع الثقافي بإذن الله.