اختلطت فرحة الشارع التونسي بفوز فريق النادي الإفريقي على ضيفه اسيك ميموزا الإفواري بالكثير من المرارة عقب أحداث شغب جرت داخل الملعب وخارجه وأضرت بسمعة الفريق وأحبائه. فقد عمد عدد كبير من الجماهير الرياضية إلى إدخال العنف وسط المدرج ورفعوا شعارات سياسية لا علاقة لها بعالم الرياضة ورموا بالشماريخ واعتدوا على رجال الأمن الذين ردوا الفعل، حيث تعالت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المشاغبين فزادت الوضع تأزماً مما دفع بحكم المباراة إلى إيقاف اللعب فترة زمنية لحين ساد هدوء نسبي أمكن من مواصلة اللقاء الذي انتهى بفوز الإفريقي بنتيجة هدف نظيف في لقاء هام يندرج في إطار الجولة الخامسة وقبل الأخيرة من مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي. ويذكر أن أحداث الشغب قد خرجت عن أسوار الملعب لتشمل وسائل نقل عمومية وخاصة قام المعتدون بتهشيمها وإلحاق الضرر ببعض المواطنين المارين أمام الملعب بالعاصمة التونسية فيما جرح عدد كبير من أحباء الإفريقي والبعض من رجال الأمن وصفت حالة اثنين منهم بالخطيرة. والحقيقة إن أحداث لقاء الإفريقي باسيك ميموزا الإفواري لم تكن وحدها موضع استنكار من الشارع الرياضي بل سبقتها اعتداءات وخروج عن المعقول حفت بلقاء الترجي الرياضي التونسي بمنافسه مولودية الجزائر الذي جرى بالعاصمة التونسية مساء السبت وانتهى بفوز عريض للترجي بنتيجة رباعية نظيفة. ولئن تميزت المباراة بأجواء رياضية ممتازة على الميدان إلا إن «فتنة» غريبة حولت المدرج إلى مسرح للعراك والسباب والاعتداءات المختلفة سلاحها الشماريخ الملتهبة التي ألحقت الضرر بعديد الأحباء.. وهي فتنة بأتم معنى الكلمة، لأن الأحداث المؤسفة التي سجلت إنما وقعت بين أنصار الترجي فيما بينهم وهي حادثة غريبة تظهر لأول مرة في تاريخ الرياضة التونسية مما يؤكد أن في الأمر أياد خفية تستعمل الرياضة وجمهورها لتحقيق مآرب أخرى. وكان مسؤول بالترجي قد أفاد أن عمليات التراشق بالمقذوفات والاعتداءات المجانية والبلبلة التي حدثت في المدرج يقف وراءها مسؤول سابق بالترجي تمت إقالته، معلناً أن الفريق قد رفع قضية ضد مجهول ستظهر الأبحاث الأمنية التي انطلقت بعد في تحديد المتسبب فيها. ومن المنتظر أن تسلط الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم على الترجي الذي اقترب بفوزه على المولودية من التأهل إلى الدور النهائي، عقوبات مالية قد تصل إلى فرض اللعب دون حضور الجمهور. وتجدر الإشارة إلى أن الإفريقي وبفضل فوزه على أساك أبيدجان الإيفواري قد أثرى رصيده حيث أصبح 8 نقاط كاملة واحتل المركز الثاني في مجموعته بعد انتار كلوب الأنغولي متصدر المجموعة ب10 نقاط. وبإمكان الإفريقي ضمان التأهل إلى نصف نهائي «الكاف» بمجرد تحقيقه التعادل في لقاء الجولة الأخيرة الذي سيجمعه ضد كادونا يونايتد بنيجريا الأحد المقبل. والأكيد أن الإفريقي ستشمله عقوبات «الكاف» تماماً كفريق الترجي بسبب أحداث الشغب الأخيرة بالرغم من رفع إدارته قضية عدلية ضد مجهول لكشف المتسبب الحقيقي في أعمال العنف التي طالت المكتسبات الخاصة والعامة خارج الملعب مما يقيم الدليل على أن ما وقع تفوح منه رائحة المؤامرة ولا يمت بصلة لكرة القدم ولا للرياضة التونسية ولا من بعيد ولا من قريب.